استثمار في الأزمات.. صادات التركية نموذجا
على غرار الشركة الأمريكية للخدمات الامنية سيئة السمعة واسعة الانتشار ذائعة الصيت المعروفة ببلاك ووتر ، على منوالها مضت الحكومة التركية عبر مقربين منها ، وعمدت الى السير على خطى الامريكان في الاستثمار بالازمات بل وصناعتها جريا وراء التربح ، ولو كان ذلك على حساب القيم والاخلاق التى لاتحسب لها أمريكا حسابا اصلا ، لكن المؤسف ان تركيا ، وهى البلد المسلم ، وتحت حكم حزب العدالة والتنمية ، وهو المحسوب على التيار الإسلامى العام ، يفترض ان تكون القيم والاخلاق هى الضوابط الحاكمة على سياسته ولكن بكل اسف ليس هناك مايميز أمريكا وشركاتها الامنية عن تركيا ومن يرتبطون بها ممن يعملون فى هذا الجانب.
شركة صادات للاستشارات والخدمات الامنية ، شركة تركية متخصصة فى هذا الجانب ، تم تاسيسها فى العام 2012 ، ويشرف عليها ويديرها مجموعة من الضباط المتقاعدين ، الذين أرادوا استثمار شركتهم فى تقديم الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي.
تأسست شركة صادات الدفاعية من قبل 23 ضابطا متقاعدا من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية ، برئاسة العميد المتقاعد عدنان تانريفردي، وبدأت الشركة أعمالها بعد أن تم الإعلان عنها في الجريدة الرسمية التي نشرت بتاريخ 28 فبراير 2012 ذات الرقم 8015.
وتقدم الشركة خدماتها في ثلاث مجالات رئيسية: الاستشارات ، التدريب والتجهيزات.
تنتج شركة صادات الدفاعية حلولاً متكاملة في مجالات الاستشارات والتدريب والمعدات في المجالات الدفاعية والأمنية.
وتقول الشركة انها تمتلك القدرة والإمكانية على إنشاء وحدات بدءًا من جندي واحد وفصيلة وسرية وكتيبة وفوج ولواء وفرقة وفيلق حتى الوصول لمستوى الجيش ، من الألف إلى الياء وبدءا من الصفر .
وتعتبر الشركة ذات باع فى انشاء وتأسيس القوات الخاصة التي تمتلك القدرة والإمكانية على القيام بعمليات خاصة خارج الحدود.
وقد أثير جدل مكثف حول دور الجيش الاسرائيلي فى الإشراف على الشركة وارتباطه بها وعلاقته بنافذين فيها خاصة مع العلاقة الرسمية بين تركيا وإسرائيل ومحاولة أردوغان إيجاد أجسام غير رسمية – ومنها صادات – تتولى الارتباط بإسرائيل حتى يتفادى الحرج ويقول انه مناصر للقدس وليس له ارتباط مباشر باسرائيل لكن الحقيقة تقول ان صادات وثيقة الصلة بالعدو هى إحدى استثمارات اردوغان السياسية والعسكرية ، ومن المعروف ان لتركيا الرسمية واردوغان على وجه الخصوص دورا سيئا واثرا سالبا في الأوضاع الامنية في سوريا والعراق وليبيا ، وقد تدخلت تركيا واججت الأوضاع بداية من التورط المباشر والكبير فى صناعة ورعاية الارهاب وترتيب ترحيل و استقبال وتدريب الإرهابيين وادخالهم إلى سوريا والعراق وايضا الدور القذر لتركيا فى ليبيا وما وصلت اليه الأوضاع في هذه الدول بفعل التدخل التركي السالب.
وقد عم الحديث مؤخرا عن علاقة صادات بالجيش الاسرائيلي ودورهما المشترك فى تدريب عناصر اسهمت فى صنع الإرهاب فى سوريا ودعمه وتقوية عوده.
ومن المعروف الدور الكبير الذي لعبته الشركة في إفشال الانقلاب بتركيا في 15 يوليو 2016 إذ ساهمت في التصدي بقوه للانقلاب الفاشل بل وقام بعدها اردوغان بتعيين مؤسس الشركه عدنان تانريفردي كمستشار عسكري كبير.
سليمان منصور