ارتفاع وفيات الأطفال.. إسرائيل تصعّد في الضفة الغربية بـ”تكتيكات غزة”
تشهد الضفة الغربية المحتلة مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري الإسرائيلي، مع تطبيق تكتيكات الحرب التي استُخدمت في غزة، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، فإن هذه العمليات أدت إلى ارتفاع مقلق في أعداد القتلى، خاصة بين الأطفال، فضلًا عن عمليات نزوح جماعية قسرية لسكان المخيمات.
تصعيد عسكري ونزوح قسري
أشارت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية في تقريرها، إلى أن إسرائيل نقلت تكتيكاتها العسكرية المستخدمة في حرب غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى تزايد الغارات الجوية والهجمات على المدنيين، وخاصة الأطفال، ومنذ 7 أكتوبر 2023 تسببت العمليات الإسرائيلية في مقتل عدد غير مسبوق من الفلسطينيين، متجاوزة بذلك أعداد الضحايا خلال الانتفاضة الثانية.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن نزوح 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، وهو أكبر نزوح منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن القوات ستبقى في المنطقة لعام كامل، ما يشير إلى استمرار معاناة السكان لفترة طويلة.
استهداف الأطفال والمدنيين
وثّقت منظمة “بتسيلم” ارتفاعًا غير مسبوق في عدد القتلى من الأطفال خلال العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث تم تسجيل 180 حالة وفاة للأطفال خلال 17 شهرًا فقط، على سبيل المقارنة، خلال الانتفاضة الثانية، التي استمرت 63 شهرًا، قُتل 246 طفلًا، ما يعني أن معدل القتل الحالي أعلى بكثير.
وتناول تقرير “بتسيلم” شهادات مفجعة لعائلات الأطفال الضحايا، من بين هذه القصص، قصة أحمد رشيد جزار، البالغ من العمر 14 عامًا، الذي قُتل برصاصة أثناء خروجه لشراء الخبز، كما فقدت عائلة أبو زهرة طفلين، شام (8 سنوات) وكرم (5 سنوات)، في غارة جوية استهدفت مقهى مجاورًا لمنزلهما.
توسيع نطاق الضربات الجوية
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم تكتيكات جديدة في عملياته، متبعًا نهجًا توسعيًا في استخدام الضربات الجوية ضد الأهداف الفلسطينية. ووفقًا لـ”بتسيلم”، فإن قواعد الاشتباك الإسرائيلية تم توسيعها، ما سمح للجنود بإطلاق النار حتى على الأفراد المشتبه بهم دون تأكيد هويتهم.
كما تسببت الضربات الجوية المتكررة في مقتل العديد من المدنيين، بما في ذلك أفراد عائلة بشارات، حيث قُتل الطفلان رضا (8 أعوام) وحمزة (10 أعوام) في غارة بطائرة مسيّرة أثناء جلوسهما أمام منزلهما.
تدمير المنازل وتهجير السكان
أكد التقرير أن القوات الإسرائيلية هدمت عشرات المنازل، ما أدى إلى تزايد عمليات التهجير القسري للسكان. وتحدثت “ذا جارديان” البريطانية إلى ثلاث عائلات فلسطينية أجبرت على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح أو عبر رسائل صوتية بثت عبر مكبرات الصوت.
إحدى هذه العائلات، عائلة فاطمة شاب (63 عامًا)، اضطرت للفرار من منزلها مع زوجها المريض إلى قاعة أفراح تحولت إلى مأوى مؤقت. وبالرغم من الظروف الصعبة، تخشى العائلات المشردة أن تُجبر على المغادرة مجددًا بعد انتهاء شهر رمضان، حيث سيتم استخدام القاعات للحفلات.