أخبار السودان :
اخلاقيات الحرب
لايمر يوم الا وتتكشف العديد من صور الماسي المصاحبة لهذه الحرب المجنونة ، ويتبين للناس كم هو قبيح سلوك البعض ممن لا علاقة لهم من قريب او بعيد بالاخلاق والقيم ، فتراهم يرتكبون الفظائع ، ناسين او متناسين ، غافلين او متغافلين عن ان للحرب اخلاقيات ، من يحيد عنها يصبح من اهل الاخلاق السيئة ، والصفات الذميمة ، وعليه فهو لا يستحق تقديرا ولا احتراما قط.
واذا وقفنا قليلا مع هذه الحرب التي احالت ايام الخرطوم ليالي حالكة السواد ، مقفرة ظالمة قبيحة ، نجدها حربا مورست فيها الفظائع ، وغابت عنها الاخلاقيات ، وعاش الناس واقعا مأساويا ، اذ دارت الحرب بين الاحياء السكنية ، وهذا ما يجعلنا نقول ان من دخل الاحياء ، واحتمي بها ، وجعل اهلها في ورطة هو البعيد جدا عن الأخلاق والقيم والمثل ، وتلزم ادانته ، وايضا لايستقيم قصف الاحياء وتدمير المنازل فهو عمل لا اخلاقي ومدان.
ومن المؤسف ان التاريخ سوف يكتب ان السودانيين خاضوا حربا بينهم هي واحدة من اكثر الحروب لا اخلاقية ، فهاهم الاف المدنيين المحاصرين بين كل تلك الاسلحة والذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب قد وجدوا انفسهم ذات صباح مشردين من بيوتهم منفيين في البلاد البعيدة عالقين في المعابر مختبئين خائفين في مناطق الصراع، هؤلا من ابسط حقوقهم ان يستلموا مرتباتهم ، وان تدخل اليهم المساعدات ، وان تعود ارفف دكاكين الاحياء الصغيرة مرة اخرى لتحمل قليلا من العدس والطحين والارز ، وان يتوفر للمريض فيهم علاج في احد المشافي وان تتوفر للميت منهم دفن يليق بآدميته.
وقد اعجبني تعليق حول هذا الموضوع وهو متداول في الفيسبوك وسوف انقله هنا فهو مناسب مع هذا المقال ، قال الكاتب :
لااخلاق الحرب قديمة عندنا مدونات التاريخ تتحدث عن اطفال يقذفون في الهواء وقبل وصولهم للارض تتناول اجسادهم البريئة الحراب تبقر البطون لانهم بفتوى دينية اولاد كفار ولااخلاق الحرب ذبح علماء اجلاء بين حوارييهم من حفظة القرآن داخل الخرطوم وكان قوتهم دواب الارض قتلواباسم الله والدين ولا اخلاقية الحرب ابادت قبائل حتى كاد ينقطع نسلها من الوجود مثل الكبابيش والبطاحين وغيرهم لااخلاقية الحرب في دارفور قادتها التورابورا ثم الجنجويد ولايزال اوارها مشتعلا غذته رغبة السلطة وحب البقاء على كرسيها من الطرفين والحركات. الدم ده كان فالنا والجوع كان عشمنا والفرقة كانت خيارنا دائما نبحث عن الاصطفاف ولانبحث عن العدل والانصاف ندعى المعرفة ونحن كهف الجهل والضلالة وندعى الطيبة ونار الحقد والحسد تأكل دواخلنا فهذا استحقاقنا من العدل الإلهي ومالم نتدارك انفسنا بالاوبة اليه سيدور رحى الحرب عديمة الاخلاق حتى يقضى على الاخضر واليابس وربما هى قدرنا المفضي للاهلاك فنهايات الزمان حسب الافادات القرآنية والدورات الحضارية لاتدع على الارض من الكافرين بنعم الله ديارا شن نسوي بس نسردب
سليمان منصور