أخبار السودان:
رفض احمد هارون نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول السابق التعاون مع لجنة التحقيق في جرائم دارفور وطلب تحويله إلى لاهاي محكمة الجنايات الدولية، وقالت بعض المصادر ان السبب وراء رفض احمد هارون هو اتهامه للعدالة الراهنة بالتسييس! جاء الزمان الذي يشكو فيه احمد هارون من تسييس العدالة، جاء الزمان الذي يقبع فيه البشير ذليلا صاغرا في بدلة السجن أمام القاضي، جاء الزمان الذي يصمت فيه نافع وعلي عثمان وكأن على رؤوسهم الطير بعد أن كانوا يملؤن الارض صراخا ويمشون في خيلاء ويظنون انهم أسياد الأرض، نسوا قول الله تعالى (ولا تمشي في الأرض مرحا ان الله لا يجب كل مختال فخور)، وقوله العدل (وتلك الأيام نداولها بين الناس) وقوله الحق ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء).
لو ان لدي الناس عقل فإن ما حاق بالبشير وزمرته هو درس مجاني بأن التجبر والوصول إلى السلطان بغلبة السلاح لن ينجي من غضب الجبار ولا من غضب الشعب، وان الأمور لن تدوم على حالها، فلو دامت لغيرهم لما اتت إليهم، وان ساعة الحساب آتية وان تأخرت، فعل احمد هارون وزمرته كل شيء بالعدالة سيسوها حتى لم يعد أحد يفرق بين المحكمة ودار المؤتمر الوطني، فكل ما يريده المؤتمر الوطني من القضاة ينفذ، يتم جلد وسجن وتعذيب المتظاهرين السلميين ولا تتم محاسبة احد، يتم اقتحام دور المواطنين وإغلاق المنابر السياسية السلمية ومصادرة الممتلكات وإغلاق الصحف ومنع النشر، كل ما يخطر ببال شخص عن تسيس العدالة تم فعله بواسطة احمد هارون وجماعته وها هو اليوم ياسبحان الله يشكو من تسيس العدالة!! فهل صحا ضميره اخيرا؟ أين كان ضمير احمد هارون حين صرح تصريحه الشهير ( اكسح امسح ما تجيبه حي)؟ أين كان خوف احمد هارون على العدالة من التسيس وهو والي ثم نائب لرئيس حزب المؤتمر الوطني والطرقات تضج بالدماء والقتلى والجرحى من مصابي الثورة؟! أين كان ضمير احمد هارون وهو يعلن للراحل الامام الصادق بانه سيفض اعتصام القيادة العامة بالقوة؟ عجيب ان ضمير احمد هارون صحا اخيرا واكتشف أن هناك شيء اسمه العدالة وشيء اسمه السياسة، وأنه لا يجوز الجمع بينهما وتسيس العدالة، ولكنه صحو متاخر جدا وبعد أن وقع الفأس والرأس ولم تعد هناك مناجاة من الحساب.
طلب احمد هارون لاهاي للحاق بزميله كوشيب، كوشيب الذي اذهل قضاة المحكمة الجنائية وألجم فاههم بالدهشة حين طلب منهم في بداية محاكمته الصمت دقيقة على ضحايا دارفور والسودان!!! هل تصدقون!! من أين جاء هؤلاء؟ يستحق عتاة الكيزان ان تجرى لهم دراسة لمعرفة كيف يفكر هؤلاء الناس ومن أين يكتسبون مفاهيمهم العجيبة هذه، وليس عجيبا أن نسمع احمد هارون يوم مثوله في لاهاي ان يطلب من قضاة المحكمة الدولية مثل ما طلب كوشيب.
لاهاي ليست بعيدة عنك يا احمد هارون فاتفاقية سلام جوبا نصت على مثولك انت والمتهمين الآخرين الذين صدرت بحقهم أوامر قبض امام محكمة الجنايات الدولية، فلا تستعجل الأقدار الحتمية، فالافلات من العقاب ليس مطروحا في ظل الثورة، وكل مذنب عليه أن يدفع ثمن ما اغترفت يداه، والحق سيسود وان تاخر.