اتساع دائرة الرفض لخطاب البرهان
تباينت المواقف والتحليلات حول خطاب البرهان الذى قدمه مساء السبت ، لكن ما لا خلاف عليه أن دائرة الرفض اتسعت جدا ، وسريعا ما عبر كثيرون عن رفضهم لما طرحه البرهان ، واعتبروه هروبا إلى الأمام ومحاولات للالتفاف على مطالب الثورة.
البعض اعتبر ان البرهان يعلم صعوبة اتفاق القوى السياسية على اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة لذا رمى الكرة فى ملعبهم مما يعنى انه يهيئ نفسه للاستمرار فى الحكم لانه قال لهم بعد ان تتفقوا سوف نحل مجلس السيادة ونشكل مجلس أعلى للقوات المسلحة من قيادات الجيش والدعم السريع للإضطلاع بسياسات الأمن والدفاع ، وهذا الكلام يعنى بوضوح ان العسكر لم ينسحبوا من الساحة واقعا وإنما ظلوا يسيطرون على الوضع فى ظل حكومة – ان تم التوافق على تشكيلها – ضعيفة من دون صلاحيات حقيقية ، ولا مقدرة على فعل واقعى وإنجاز مطلوبات الثورة و الانتقال الديموقراطي.
احد المعلقين كتب : لاشك أن خطاب البرهان سيصيب شتات قوى الثورة بصدمة و سيحتاجون بعض الوقت لإستيعابه.
وقال اخر هذا الخطاب حقق جزء كبيرا من شعارات الشارع كشعار لا تفاوض لخروج الجيش من الحوار و التفاوض ، وشعار لا شراكة لأن الجيش لن يشارك في السلطة . وشعار لا شرعية لأن كل سلطة 25 اكتوبر قد انتهت عملياً بموجب هذا الخطاب و أمرها مسألة وقت. و شعار آخر هو شعار العسكر للثكنات والأحزاب للانتخابات و السلطة الانتقالية للكفاءات وايضاً هذا الشعار تحقق بشكل كبير ، و لم يتبق سوى مسألة دمج المليشيات في جيش واحد.
وعلق صلاح مناع على الخطاب بقوله البرهان لم يأت بجديد بل أعاد خطاب الانقلاب بكلمات أخرى وراهن على الاختلاف بين القوى السياسية وقوى الثورة ويراوغ من أجل أن يستمر في الحكم ومن اجل ان يفلت من المسؤولية الجنائية عن دماء الشهداء وفض الاعتصام ، واضاف على الشعب ان يستمر في اعتصامه في كل أنحاء الوطن .
البعض اعتبر الخطوة تنح صورى والا فما الفائدة والجيش سيكون غير خاضع للحكومة
وكتب أحدهم : الرجل قال سيشكل مجلس اعلى للقوات المسلحة يعنى هو انسحب خطوة من تصديه للوضع العام لكن تظل كل المؤسسة العسكرية تحت يده ولا سلطة لحكومة عليها
وببساطة هذا التفاف على الوضع وتاجيل للمشاكل وليس حلا وعلق احد الناشطين بقوله خطاب مفخخ ، ولن تتفق القوى المدينة على تشكيل حكومة ، ويكون الناس امام أمر واقع وكتب اخر كأنه يقول للقوى السياسية ورونا شطارتكم… أو أعلنوا فشلكم… و هو يعرف أن القوى السياسية هزيلة و متناطحة.
وكتب حمور زيادة : اى كلام عن سلطة عسكرية على الاجهزة الامنية والشرطية والعسكرية خارج ولاية الحكومة التنفيذية يبقى كلام فارغ ومحاولة لاعادة اكتشاف العجلة..
فوزير الدفاع لازم يكون تحت سلطة رئيس الوزراء ومحاسب منه و له سلطة تعيينه وتغييره
ووزير الداخلية لازم يكون تحت سلطة رئيس الوزراء ومحاسب منه وله سلطة تعيينه و تغييره
ومدير جهاز الامن تحت سلطة رئيس الوزراء و محاسب منه وله سلطة تعيينه و تغييره
لكن قصة تعطلوا شغل الشرطة و تفكوا عصابات ٩ طويلة فى الشوارع و تحركوا الامن وقت عاوزين وتعتقلوا العاوزينهم وتحاولوا تفرضوا انفلات امنى فى اى وقت وتحريك زعماء ادارات اهلية لتعطيل عجلة الدولة بما يتيح قفزكم نحو الانقلاب دا تانى ما بينفع..
الدكتور عبدالمحمود أبو كتب يقول :
أرى أن ترحب الحرية والتغيير بالبيان باعتباره خطوة لتسليم السلطة للمدنيين، وتدعو لاجتماع عاجل لمناقشة إجراءات تشكيل الحكومة المدنية
وكتب الدكتور عبد الله علي إبراهيم
لن تعدم المكر من وراء خطاب البرهان اليوم لو أردت. ولا التآمر. ولا أي خصلة منكرة مما اعتدنا عليها منه. وليس تغنينا الشكوى، ولا التوجس، ولا سوء الظن حيال الخطاب عن أن نقيمه في مادته وسياقه للمضي بالثورة إلى غاياتها. ليس الخطاب نصاً للتفتيش عن ثقوبه والفلاحة في ذلك. إنه سياسة وهي، طالما كانت حول مصالح مادية واجتماعية وتاريخية، مناط المكر والتآمر. فإن أردت من البرهان موقفاً تسعد به طال انتظارك.
انها جولة سريعة فى بعض ردود أفعال الناس على خطاب برهان البارحة والطابع الغالب على ردود الأفعال هو رفض الخطاب والمطالبة بضرورة تنحى العسكر بالكامل.
سليمان منصور