أخبار السودان :
اتساع دائرة الجوع والفقر في بلادنا
عديدة هي المشاكل التي يعاني منها شعبنا الصابر المغلوب على امره ، وهذه الحرب اللعينة تخطو نحو اكمال شهرها التاسع واهل السودان مطاردين من عدوهم الذي انتهك الحرمات وارتكب الموبقات دون فرق في ذلك بين هذا وذاك فاطراف الحرب جميعا مجرمون بحق شعبهم متجاوزون كل حد ، وواحدة من مظاهر معاناة الناس والصعوبات التي تعترضهم ما رأيناه من اتساع دائرة الفقر في البلد عموما ومناطق الحرب علي وجه الخصوص حتى ان واحدة من المهددات التي باتت تشكل خطرا على حياة الناس الجوع في ظل عون لايفي بالاحتياج ومساعدات غير كافية
ومع اتساع نطاق القتال الذي أدى إلى تدمير الأسواق المحلية وأثّر على الزراعة قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن المساحة التي زرعها المزارعون خلال موسم هذا العام كانت أقل 15 بالمئة عن المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية.
ويكابد برنامج الأغذية العالمي ووكالات إغاثة أخرى من أجل الوصول بأمان إلى الأشخاص في مناطق النزاع الأكثر تضررا ، واضطروا لتركيز المساعدات في مناطق أكثر سلما.
ووصل البرنامج إلى الخرطوم ، حيث لا يزال مواطنون يعيشون في العاصمة التي باتت تفتقر لكثير من مستلزمات الحياة ، وقام برنامج الغذاء العالمي مرة واحدة فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية بتوزيع الغذاء على 100 ألف شخص في محلية كرري خلال فترة انحسار القتال.
ولم يتم تمويل سوى ثلث ما طالبت به الأمم المتحدة لعام 2023 من أجل السودان.
ان هذا التقرير يوضح بجلاء حجم المأساة ، ويرسم خريطة واضحة للكارثة وهي تحيط بالناس الذين يصعب عليهم مواجهة ما يلاقيهم فعدم توفر السلع في الاسواق وتوقف مصادر دخل اغلب الناس وانحسار الرقعة المزروعة الى اضيق مساحة وانعدام الامن وتوقف المصانع وغير ذلك من الأسباب كلها عوامل ادت إلى زيادة مستوى الفقر واتساع دائرة الجوع ، وهو ثمن يدفعه أبرياء لاشأن لهم بصراع السلطة الذي يخوضه أطراف النزاع المعتدين جميعهم على الشعب المسكين.