إلى سيدنا الميرغنى مع الاحترام
تابع السودانيون باهتمام كلمة مرشد الطريقة الختمية رئيس الحزب الاتحادى الديموقراطى السيد محمد عثمان الميرغني التى جاءت قبل اسبوعين او اكثر ، ونعود إليها اليوم مع أنباء عن عودة وشيكة للسيد إلى أرض الوطن أعلن عنها فى كلمته تلك ، وقال الرجل يومها ان نائب رئيس الحزب (نجله) السيد جعفر الصادق الميرغنى سيعود للسودان حاملا مبادرة والده بتوحيد الفصائل الاتحادية .
السيد محمد عثمان الميرغني دعا فى كلمته إلى ضرورة تجاوز الخلافات وتوجه الجميع نحو الوفاق وبناء الوطن وتفويت الفرصة على ما يمكن أن يؤدى إلى ما لايحمد عقباه لاسمح الله .
السيد خاطب المواطنين وقادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقيادة الدولة إلى ضرورة لجوء الجميع إلى كلمة سواء ، والتوجه نحو الوفاق الوطنى الشامل فى المرحلة الدقيقة والحرجة التى تمر بها البلد ، وهو مايجنب الكل المخاطر والمهددات التى تحيط بالوطن ، ويمكن أن تنجرف بالجميع إلى الهاوية.
اعلن السيد أنه و بعض القوى السياسية يطرحون ما اسماها مبادرة وطنية تجمع القواسم المشتركة لكل المبادرات ، وتدعو جميع القوى السياسية والمجتمعية للوقوف خلفها ودعمها ، وناشد السيد كل من الفريق أول البرهان وجميع مكونات الحكم والمعارضة إلى حوار سودانى سودانى جامع دون إقصاء لأحد حتى تتحقق قيم ثورة ديسمبر المجيدة مع التمييز الايجابي لعنصرى الشباب والمرأة .
ولم يغفل السيد أن يشير فى خطابه إلى ضرورة اعلان نتائج التحقيق فى جريمة فض الاعتصام .
أننا نود القول للسيد شكرا على المبادرة ، ومثلك جدير بأن يطرح المبادرات الوفاقية ، فالحزب الاتحادى الديموقراطى اصلا حزب وفاقى ، والحركة الاتحادية حركة وفاقية ، لكننا نسال السيد ألستم حزبا ديموقراطيا سيدى ؟ أليست الحركة الاتحادية فى الأساس حركة جماهيرية تؤمن بالحريات والديموقراطية ؟ فلماذا إذن اغفلتم فى مبادرتكم الكريمة الإشارة من قريب أو بعيد إلى سبب الأزمة المستفحلة التى تمر بها البلد ؟
الم يكن الوضع فى طريقه إلى الاستقرار والرؤية قد اتضحت لدى الكثيرين وتوافقوا على العبور بالبلد وارتضى الجميع العمل على إنجاح التحول الديموقراطي والوصول معا الى مبتغى الجميع لكن جاء الانقلاب فى الخامس والعشرين من أكتوبر ليضع العراقيل أمام البلد ويمنعها من العبور الى الهدف المنشود ؟
كان يجدر بالسيد الميرغنى أن يطالب الانقلابيين بالعودة الى ماقبل انقلابهم ومن هذه النقطة يتحرك الجميع إلى الأمام لحلحلة مشاكل البلد لكن أن يصمت عن الإشارة إلى اس المشكلة فهذا ماسيجعل مبادرته معيبة وليست اهلا لأن يلتف حولها الجميع .
بقلم سليمان منصور