أخبار السودان :
إغلاق الطرق عدوان سافر ومرفوض
لايمكن أن تمضى الامور على هذه الشاكلة ، التى تؤدى إلى إعاقة حياة الناس ، وتقييد حركتهم ، وانتشار الفوضى فى البلد ، بشكل يصعب على الناس ممارسة حياتهم بصورة طبيعية ، وهذا بالطبع يؤدى إلى المزيد من المعاناة التى تقع على الناس المساكين المكابدين من أجل توفير مستلزمات الحياة ، فى بلد أصبح من الصعب على الكثيرين فيها توفير الحد الأدنى من معيشة الكفاف.
كتبنا من قبل أكثر من مرة وآخرها قبل يومين او ثلاثة عن الخطأ الفادح الذى يقع فيه البعض بإغلاق الطرق العامة والجسور ، تعبيرا عن موقف سياسى ، وقلنا مع اعلان اعتزام بعض مكونات الشرق إغلاق الطريق القومى ، ان هذه الخطوة تعتبر اعتداء على حرية حركة الناس ، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالنضال والضغط لتحقيق المطالب ، وبكل اسف مضى أهلنا فى الشرق – بعض مكوناتهم – ، فى طريقهم غير ابهين بالضرر الواقع على الكثيرين ، والذى يترتب على فعلتهم العدوانية هذه.
وهاهى اخبار اليوم الأحد تحمل خبرا بذات المضمون ، ولا شك انه له اثارا سالبة على حياة الناس ، ويشكل عدوانا صارخا عليهم ، وليس لجهة ما ، مهما كانت الحق فى ما تعتزم الادارة الاهلية فى الخرطوم القيام به من إغلاق شامل للعاصمة يوم الأربعاء ، رفضا للاتفاق الإطارى ، وانحيازا ونصرة للجيش ، كما جاء فى الخبر ، ونعود لنكرر القول أن هذا التصرف مرفوض جملة و تفصيلا ، ولابد من وضع حد لهذه الفوضى ، وإنهاء هذا الوضع الشاذ الذى تعيشه البلد ، واحد أسبابه الرئيسية غياب الدولة ، والفهم الخاطئ عند الكثيرين لصور المطالبة بالحقوق ، ووسائل الضغط لتحقيق هذه المطالب ، والتى ليس من بينها حتما منع الآخرين من الحركة وتقييد حريتهم.
ونقرا فى تفاصيل الخبر :
أعلنت الإدارة الأهلية لولاية الخرطوم السبت أنها قررت إغلاق الولاية بشكل كامل الأربعاء المقبل ، رفضا للاتفاق السياسي الإطاري في البلاد.
وقال ممثلون للإدارة الأهلية في مؤتمر صحفي الأحزاب ضعيفة ومتهالكة ولا تستطيع أن تمضي بالبلاد إلى بر الأمان ، ولا يمكن أن نسلمها أمرنا، وهذا الاتفاق (الإطاري) يستهدف وحدتنا وتماسكنا وقواتنا المسلحة ولذلك رفضنا الاتفاق منذ الوهلة الأولى، وهذا الاتفاق تنفيذ لأجندة خارجية.
وأضافوا : قواتنا المسلحة أصبحت مُهانة وهي محطة الأمان الأخيرة لوحدتنا ووحدة البلاد.
إن هذا الكلام مظهر من مظاهر استشراء الفوضى الناتجة عن غياب الدولة ، وعلينا جميعا أن نحمى حقوق بعضنا البعض عن طريق منع العدوان وتمكين الجميع من ممارسة حقهم فى الحركة.
سليمان منصور