أمريكا ليست اهلا لنصح السودانيين
من منا لا يعرف التسلط الأمريكي ومحاولات حمل الآخرين قسرا على ماتريده واشنطون ، ومن منا لايعرف عدم مراعاة أمريكا لأى إعتبار ، وعدم احترامها لحق الآخرين فى تقرير شأنهم واتخاذ المواقف التى تناسبهم ، وهل هناك أحد لايعرف الضغوط المستمرة التى ظلت تمارسها أمريكا على الجميع لحملهم على الرضوخ لارادتها والعمل على اجبارهم للتماشى مع المصلحة الأمريكية دون مراعاة لأى إعتبار اخر.
معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكى تحدث عن فشل القيادات المدنية في السودان بشأن إنجاز التحول المدني بالبلاد ، وعن صعوبة توحدها وفقدانها للرؤية السياسىية لإدارة الحكم.
هذا الكلام وان كان فى نفسه صحيحا لكن من المعروف ان أمريكا بمعاهد دراساتها ومؤسساتها السياسية وغيرها كلها ليست اهلا لتقديم النصح إلى اى جهة ، او التقييم لأى موقف ، لأنها عندما تتحدث عن أن هذا محق وذاك مبطل ، او ان هذا يسير فى الطريق السليم وذاك يتنكب حالة الحق فان كلام الامريكان (مؤسسات رسمية واهلية) لايقبل منهم طالما انهم يمارسون الاستعلاء والاستكبار والظلم والجور والبعد عن الإنصاف.
وقال معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكى في تقرير له لقد فشل المدنيون في بناء رؤية سياسية متماسكة مما أفضى إلى فشل التحولات المدنية.
ونسأل الامريكان الستم من مهد الطريق لهذا الوضع الحرج الذى يمر به السودان ؟ واين انتم من الأوضاع التى ظل السودان يمر بها حتى وصل به الحال إلى هذا الحال؟
فرضت أمريكا عقوبات على السودان بحجة دعم حكومة الإنقاذ للإرهاب ، وهذه العقوبات قد تاذى منها كل الشعب السودانى ، ومع سقوط البشير ونظامه لم تفلح الجهود فى اصلاح الآثار وتلافى النتائج السالبة للعقوبات ، وحتى عندما جاءت الحكومة المدنية وبعد عنت شديد تم رفع العقوبات لم ينصلح الحال ولم يف الأمريكى بوعوده التى قطعها على نفسه فانتجت ضغوطه وخلفه للمواعيد المزيد من العناء الذى تسبب فى الفشل الذى وقعت فيه القوى المدنية وتحدث عنه معهد ابحاث السياسة الخارجية الأمريكى وهو المتسبب فيه فليس له الحق فى توجيه النقد إلى وضع هو من اوصل البلد اليه.
أمريكا لا تستحى وعليها ان تدرك جيدا انها ليست اهلا لنصح السودانيين وتقييم تجاربهم ، وهذا لايعنى ان كلامها باطل بحق هذه القوى المدنية المتشرذمة لكن عليها ان تكف عنا.
سليمان منصور