أخبار السودان :
أمريكا تعمل لزعزعة استقرار الدول
كثيرة هي الشواهد والادلة على سعي الادارات الأمريكية المتعاقبة لضرب استقرار الدول ومنع استقرارها ، ولدي الامريكان سيناريوهات متعددة وصولا لهذا الهدف ، الا وهو بث الفوضى ، وخلخلة الاستقرار ، وبحسب عادتها ان لم تتمكن أمريكا من السيطرة على الدول المستهدفة بالكامل وتنصيب حكومات موالية لها فلن تتركها في حالها ، وإنما تسعي باي صورة لصناعة الفوضى.
الغرب بشكل عام ، وامريكا على وجه الخصوص عندما يتجهون إلى التدخل فى دولة ما واحداث البلبلة فيها فان ذلك يكون عبر العديد من الأشكال والمراحل ، فمن السيطرة التامة على الدولة والابقاء على حكومة وطنية من أبناء البلد لكنها تكون في الحقيقة خاضعة بالكامل إلى الأمريكي تنفذ أجندته وتخدم مصالحه وتنفذ مايريد ، الي الابقاء علي هذه الدولة موجودة بحكومتها السابقة لكنها تحكم في الشكل فقط بينما الحقيقة انها خاضعة بالكامل للمحتل ، عاملة على تنفيذ برامجه ، وان اقتضى ذلك الصدام مع المواطنين والتضييق عليهم ، فلا إعتبار لحقوق الناس عند الامريكان ، وهناك شكل اخر من أشكال التدخل يحقق الهدف الأمريكى وهو الابقاء على الحكومة القائمة مع انها تعمل ضد تثبيت النفوذ الغربي في البلد ويمكن ان تحارب أمريكا لكنها تظل بفعل الضغوط الامريكية محجمة القدرات عاجزة عن بسط السيطرة على كامل ترابها الوطنى مما يتيح الفرصة للجماعات المتطرفة والارهابية ان تتمتد في الأطراف وتقضم من أراضي الدولة شيئا فشيئا وتقيم عليها إداراتها التي تتيح لها سرقة موارد الدولة كما حدث في سوريا حيث مكنت امريكا الإرهابيين من داعش والاكراد من السيطرة علي بعض الجيوب وشكلت لهم الحماية وبقت تسرق النفط السوري في ممارسات مفضوحة لايمكن تبريرها.
وشكل اخر من أشكال زعزعة الاستقرار وخلق حالة الفوضي تعمل أمريكا علي ايجادها وذلك بالعمل علي إسقاط الحكومة وترك البلد المعني بلا سلطة تحكمه وتسيطر عليه وتضبطه وهذه ليبيا نموذجا واضحا لتامر أمريكا وحلفائها الغربيين على هذا البلد الذي سقطت فيه الدولة المركزية واصبحت البلد مقسمة يتحارب أهلها ويخلو المجال لامريكا وحلفائها من اللصوص لسرقة موارد ليبيا ، ومن جهة أخرى يتاح المجال للإرهابيين ليفرخوا وينموا وتحركهم أمريكا إلى حيث تريد.
هذه أمريكا ومن خلفها الغربيون المنافقون يسعون جميعا إلى زعزعة استقرار البلدان ، وعلى الجميع أن ينتبهوا للخطر الأمريكى المحدق بالناس.
سليمان منصور