أمريكا تتنكر لمبادئ الديموقراطية
أمريكا التى تضج صباح مساء بالحديث عن الحريات ومبادئ الديموقراطية وحقوق الانسان ، وتحاول محاكمة الآخرين على هذه المفاهيم ، أمريكا هذه تسقط فى امتحان الالتزام بهذه القيم وتطبيقها على نفسها ، فهى التى تنتقد الآخرين فى ما تعتبره تعديا على الحريات وتمارس الاعتداء على هذه الحريات فى الداخل الأمريكى. وفى العديد من مناطق العالم.
وعندما تهاجم امىركا دولا بحجة ان حرية الإعلام غير متاحة وان البعض لا يستطيعون ايصال فكرتهم بحرية ، نجد أمريكا هذه هى نفسها التى تمنع كثيرين على اراضيها من التعبير عن ارائهم ، والحديث إلى الناس بما لايرضى الدوائر الحاكمة ، واللوبيات المسيطرة على البلد.
أمريكا التى تتمشدق بالحديث عن حرية اتخاذ المواقف السياسية والفكرية تضيق ذرعا بمن يتبنى مواقف لا تتوافق مع الرؤية التى عليها مراكز القرار والقوى النافذة ، ونقف اليوم مع إحدى نماذج السقوط الامريكى على مستوى مؤسسات يفترض ان تحمى الحريات والحقوق وتمنع الاعتداء عليها.
وهاهو مجلس النواب الأميركي يصوّت على إبعاد النائبة عن الحزب الديموقراطى إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية ، في ضوء تصريحات سابقة لها انتقدت فيها إسرائيل.
وأكّدت عمر أنّ دورها وصوتها لن يتضاءلا إذا لم تكن عضواً في لجنة الشؤون الخارجية
وأصدر مجلس النواب الأميركي، يوم الخميس الماضى قراراً يقضي بإبعاد النائبة الديمقراطية في الكونغرس الأميركي، إلهان عمر، عن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بعد تصويت 218 عضواً تأييداً للقرار، في مقابل 211 صوتاً ضدّه.
وأصرّ الجمهوريون في مجلس النواب على أنّه لا ينبغي لعمر أن تكون عضواً في اللجنة، في ضوء التصريحات السابقة التي أدلت بها بشأن “إسرائيل”، والتي انتقدها أعضاء من الحزبين مراراً، ووصفوها بأنّها معادية للسامية.
أمّا الديمقراطيون فانتقدوا، بدورهم، الدفع من أجل عزل إلهان عمر عن اللجنة. ورأوا أنّ “الأمر يرقى إلى مستوى الانتقام السياسي من تصريحاتها.
وفي خطابٍ ألقته قبل التصويت، أكّدت عمر أنّ دورها وصوتها لن يتضاءلا إذا لم تكن عضواً في لجنة الشؤون الخارجية، لولاية واحدة، بل سيصبح صوتها أعلى وأقوى.
وأكّدت عمر أنّها تتبوّأ منصبها من أجل أن تكون صوتاً ضد الأذى في جميع أنحاء العالم، ولتدعو إلى عالم أفضل.
ويأتي هذا الإجراء بعد أن استُبعدت عمر أيضاً عن لجنة شؤون أفريقيا في مجلس النواب، بعد أن صوتت الأغلبية الجمهورية في الكونغرس على هذا القرار، الذي اتخذه رئيس المجلس كيفن مكارثي، وأرجعه إلى موقفها المعارض لإسرائيل.
واتهمت عمر مكارثي، بعد القرار، بأنّه عنصريّ ومعادٍ للأجانب.
وكان مكارثي وعد ببذل جهوده من أجل إقصاء إلهان عمر عن اللجنة. وقال، في تصريحات صحافية: “أتذكر ما قالته عن إسرائيل. لقد وعدتُ العام الماضي بأنّها لن تكون في الشؤون الخارجية بعد الآن.
انها الديموقراطية الأمريكية المكذوبة يا سادة فلا تستغربوا من تنكر المؤسسات الأمريكية لمبادئ الديموقراطية.
سليمان منصور