يؤدي هذا العام مليوني حاج وحاجة من بينهم أكثر من (12) ألف حاج من السودان المشاعر المقدسة.
حج هذا العام شكل تحديًا للسودانيين لأن الوضع الأمني والعسكري خلف آثار كارثية على المدنيين، كما إن عشرات الحجاج السودانيين اضطروا إلى مغادرة البلاد إلى دول الجوار فور اندلاع الحرب، واضطروا للسفر الى المملكة العربية السعودية من تلك “الملاجئ الإجبارية”.
تأتي شعائر الحج هذا العام بالنسبة للسودانيين في ظل وضع “أليم” مع تمدد القتال بين الجيش والدعم السريع إلى سبع ولايات، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، حيث اعتلى عدد الحجاج منها المرتبة الأولى بواقع (3,809) غادروا بحرًا بعد أن وصلوا إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، في ظروف إنسانية وأمنية بالغة التعقيد.
وقال مسؤول بالمجلس الأعلى للحج والعمرة السوداني -حسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية- اليوم الاثنين، إن عدد الحجاج السودانيين بلغ (12,485) حاجًا وحاجة.
فيما بلغت حصة القطاع العام (11,518) حاجًا وحاجة، والقطاع الخاص (887) حاجًا وحاجة، ويمثل هذا العدد نجاحًا كبيرًا للمجلس الأعلى للحج والعمرة السوداني -بحسب المسؤول- نسبة للظروف الاستثنائية بالغة التعقيد التي تشهدها البلاد من نزاع مسلح بين الجيش والدعم السريع منذ (70) يومًا.
وجاءت ولاية الخرطوم في المرتبة الأولى رغم الظروف الأمنية والعمليات العسكرية في غالبية أحياء العاصمة، تلتها ولاية الجزيرة، وجاءت ولاية غرب دارفور في المؤخرة، وبلغ عدد حجاج البحر بولاية الخرطوم (3,809) حاجًا وحاجة، بينما بلغ حجاج ولاية الجزيرة (1,248) حاجًا وحاجة، فيما بلغ عدد حجاج ولاية غرب دارفور (24) حاجًا وحاجة، حيث شهدت هذه الولاية وعاصمتها الجنينة مجزرة منتصف هذا الشهر بمقتل آلاف المدنيين.
بينما قال أمين الحج بولاية الخرطوم لوكالة السودان للأنباء إنه تم تفويج (2945) حاجًا وحاجة بالطيران من مطار بورتسودان، و(864) حاجًا وحاجة بواسطة الباخرة من البحر الأحمر.
وأضاف: “عدد من حجاج الولاية جاءوا من بلدان لجأوا إليها بعد الحرب. وبلغ عدد حجاج ولاية شرق دارفور التي كانت أقل الولايات تضررًا من الحرب في ولايات دارفور (148) حاجًا وحاجة، وولاية وسط دارفور التي أيضًا تأثرت بالحرب بلغ عدد حجاجها (73) حاجًا وحاجة.
كما شهد عدد حجاج البحر الأحمر ارتفاعًا عن بقية الولايات، وبلغ عددهم (522) حاجًا وحاجة، والولاية الشمالية (541) حاجًا وحاجة، وولاية شمال كردفان وهي أيضًا من الولايات التي تأثرت بالحرب (478) حاجًا وحاجة.
كما وصل حجاج ولاية سنار إلى محطات التحرك شرق البلاد، وبلغ عددهم (506) حاجًا وحاجة، وولاية القضارف (805) حاجًا وحاجة، وبلغ حجاج ولاية كسلا (739) حاجًا وحاجة، وولاية النيل الأبيض (292) حاجًا وحاجة. وأتى من النيل الازرق (184) حاجًا وحاجة.
وكانت عصابة مسلحة اعترضت قافلة حجاج بولاية شمال كردفان كانت في طريقها إلى ولاية البحر الأحمر شرق السودان، وأفرجت عن القافلة بعد نهب المقتنيات الشخصية مطلع هذا الشهر.
وبلغت تكاليف الحج هذا العام من السودان ملياري جنيه ما يعادل حوالي 4 آلاف دولار، وبدأت السلطات السودانية الإجراءات قبل اندلاع القتال في العاصمة السودانية وبعض الولايات غربي البلاد، واضطرت إلى وضع خطط بنقل الحجاج برًا إلى ولاية البحر الأحمر والمغادرة من هناك عبر البحر.
وغطى النزاع المسلح في السودان على جميع الأحداث لافتًا الانتباه عن الحج، خاصة مع تأثر مطار الخرطوم بالقتال وتعرضه إلى تدمير كبير حسب الصور المنشورة، ولمرة نادرة منذ عشرات السنوات تخلو صالة الحج والعمرة المخصصة للحجاج سنويًا من إجراءات سفر الحج بسبب الحرب.
المصدر: الترا سودان