قبل شهور قليلة من هجوم حركة حماس على مستوطنات الغلاف في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت المملكة العربية السعودية اقترابها من تحقيق تطبيع دبلوماسي مع إسرائيل، ورغم مرور ثلاثة أشهر من الحرب، تشير الرياض إلى أن الاعتراف بالاحتلال قد يكون واردا، ولكن بثمن أعلى، وفقا لتقرير شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وفي جولته بالشرق الأوسط الأسبوع الماضي، التي شملت السعودية ودولة الاحتلال، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن محادثات التطبيع لا تزال جارية وأن هناك مصلحة واضحة في المنطقة لمتابعة هذا الاتجاه.
وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن”، قال السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، الأمير خالد بن بندر آل سعود، إن هناك اهتماما بالتطبيع، مؤكدا أن هذا الاهتمام يعود إلى عام 1982.
وبالرغم من ذلك، يروج الخبراء لفكرة أن الثمن الذي قد تطلبه السعودية مقابل التطبيع قد ارتفع بسبب العدوان على غزة، حيث قد تشعر الرياض بأنها مضطرة إلى الحصول على تنازلات إضافية من الولايات المتحدة والاحتلال.
وأكد الكاتب والمحلل السعودي، علي الشهابي، أن الحكومة السعودية ما زالت “منفتحة على التطبيع” شريطة أن تتخذ دولة الاحتلال خطوات فعلية لتحقيق حل الدولتين، مثل إزالة الحصار عن غزة وتمكين السلطة الفلسطينية بالكامل في القطاع والضفة الغربية، مع التأكيد على أهمية أن تكون هذه الخطوات “وعودا ملموسة وليست وعودا فارغة”.
فيما أشار وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى أن تحقيق مزيد من الاندماج لدولة الاحتلال في المنطقة سيتطلب “إنهاء الصراع في غزة”، ووضع “مسار عملي” نحو إقامة دولة فلسطينية.
ويسعى الجانب الفلسطيني إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، في حين يرفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون إمكانية قيام دولة فلسطينية.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشهر الماضي أن الحكومة الإسرائيلية “لا ترغب في حل الدولتين”، داعيا نتنياهو إلى تغيير السياسة الحالية وتعزيز إقامة دولة فلسطينية، مع التأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات فعلية لتحقيق ذلك.
وعلى الرغم من التقدم نحو التطبيع بين السعودية و”إسرائيل”، إلا أن الرياض تظل غير مستعجلة وقد تنتظر حتى تكون الظروف مناسبة للتوصل إلى اتفاق، وفقًا لتصريحات الخبير السياسي فراس مقصد لشبكة “سي إن إن”.
مقصد أشار إلى أن العلاقات بين السعودية وإدارة بايدن تعافت بشكل واضح، حيث يزور وفد من الكونغرس مكون من أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين المملكة بشكل متكرر. ورغم هذا، تظل الرياض قلقة من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي وصفها الأمير خالد بن بندر بأنها “متطرفة ومطلقة ولا هوادة فيها”.
وفي تصريحاته لشبكة “بي بي سي”، أكد مقصد أن المشكلة ليست في الأرض التي يحتلها المستوطنون، بل بالمستوطنين الذين أصبحوا جزءا من الحكومة الإسرائيلية، واصفا العقلية الاستيطانية المتطرفة بأنها العقبة الرئيسية.
من جهة أخرى، أشار علي الشهابي إلى أن حكومة المملكة “ليست مهتمة بالتجميل”، مؤكدا أن اتفاق التطبيع مع الاحتلال يشكل “الورقة الوحيدة” التي يملكها أي شخص، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتحفيز تل أبيب على تقديم التنازلات اللازمة.
وأدى العدوان على غزة، إلى ارتقاء 24100 شهيد و60834 جريحا غالبيتهم نساء وأطفال، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21