إلى متي الصمت عن قتل المدنيين
تمضي الايام وتزداد معها معاناة اهل السودان من الاستهداف المتعمد للمدنيين وقتلهم دون أن يترتب على هذا الأمر اى ردة فعل جادة وقوية من كثير من القوى السياسية التى تتحدث عن ضرورة إيقاف الحرب وتنسب كل ما يكابده الناس إلى استمرار الصراع وهي كلمة حق اريد بها باطل فهذا الصراع الذي تشهده بلادنا اذاق الناس الامرين ، ومن الصحيح القول ان هذه الكوارث نتجت عن الحرب واستعار اوارها لكن ماذا يقول هؤلاء عن استمرار الدعم السريع في استهداف المدنيين؟ ايكون لهم الحق او لنقل هل يكونوا مؤهلين اخلاقيا وسياسيا للحديث عن جرم جهة ما او المطالبة بمحاسبة هذا أو تحميل ذاك المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق الشعب السوداني دون أن يمتلكون الشجاعة للقول ان الدعم السريع يواصل قتل الأبرياء والتنكيل بهم وهذا السلوك يجعله غير مؤهل لتولى اي دور في مستقبل البلد السياسي.
وسنكتفي بايراد حادثة واحدة من بين عشرات الحوادث التى لايمكن غض الطرف عنها وقد ارتكب الدعم السريع عشرات الفظائع مثلها بحق المدنيين الأبرياء الذين لاعلاقة لهم بالحرب ولاعلاقة لهم بالشعارات المرفوعة مثل اجتثاث دولة 56 وتحقيق التحول المدني الديموقراطي ومحاربة الفلول والحيلولة دون عودتهم إلى الحكم ، وبممارسات الدعم السريع القبيحة والمتكررة يصبح لزاما علينا القول ان القوي الساكتة عن جرائمه ترتكب بسكوتها هذا جريمة في حق الوطن والمواطنين.
القصة التي أشرنا إلى اننا سنكتفي بنقلها هي إطلاق الدعم السريع النار على حافلة ركاب بالجزيرة وقتل سيدتين .
وفي التفاصيل نقرا :
أطلقت قوات الدعم السريع، النار على حافلة ركاب متجهة من مدينة كسلا إلى قرى الحلاوين بالجزيرة عند ارتكاز كبري رفاعة يوم الاثنين، ونتجت عن الحادثة وفاة سيدتين، إحداهما الطالبة بكلية الطب جامعة الجزيرة الدفعة “43” ترتيل قريب الله محمد علي من قرية “الشيخ البصير الحلاوين” بمحلية الحصاحيصا بطلق مباشر في الرأس، نقلت على إثره للمستشفى لتتوفى اليوم الخميس، كما أصابت رصاصة أخرى سيدة من قرية “استرحنا الحلاوين” بمحلية الحصاحيصا، أدت إلى مقتلها في الحال، وفقاً لما أعلنه مرصد مؤتمر الجزيرة .
ماذا يمكن أن يقول الساكتون عن إدانة هذه الجريمة البشعة ومثلها العشرات من الجرائم التى ارتكبها الدعم السريع بحق المواطنين الأبرياء؟
هل يمكن أن يجد هؤلاء الساكتون عن استهداف المدنيين وقتلهم هل يجدون مبررا لهذا السكوت؟
سليمان منصور