كيان العدو.. اضطراب ونذر الخراب
ما بين ازماته الداخلية المتواصلة وفشله في تحقيق ولو صورة يؤمل ان تنجيه من السقوط بل المحاسبة يعيش نتنياهو وتحالف الحكم الذي يقوده يعيشون حرجا متزايدا والضغط الشعبي يتزايد عليه بهدف دفعه الى الاستقالة بعد الاقتناع بأنه لن يحقق اي هدف من أهداف الحرب التي أعلن عنها مساء السابع من أكتوبر فلا استطاع القضاء على حماس ولن يستطيع بشهادة جنرالات الجيش الإسرائيلي وكبار المحللين السياسيين والعسكريين ، ولانجح في تحرير الأسرى بل يتازم الوضع أكثر مع كل اعلان بمقتل احد الاسري سواء بقصف الجيش الإسرائيلي او نيران المقاومين وهم يتصدون لمحاولات الجنود الصهاينة التوغل في غزة ورفح وعموم المناطق التي يهاجمها الجيش الإسرائيلى ، والنتيجة واحدة بالنسبة لاهالى الأسرى وهى موت ابنائهم واصرار نتنياهو على رفض الذهاب إلى صفقة تبادل يعرفون انها السبيل الأوحد لتخليص أولادهم ، ولا نجح أيضا رغم قرابة العام من ممارسة الاغتيال لقادة ومجاهدين في حزب الله لم ينجح في تهدئة جبهة لبنان ولا استطاع إعادة المهجرين من شمال فلسطين المحتلة الذين باتوا لايثقون في وعود حكومتهم بأنها قادرة على اعادتهم لديارهم بل ان الشمال الفلسطيني ككل أصبح خارج دائرة الامان وبالتالى توقف الإنتاج الزراعي والصناعي والتجاري والسياحي ونتنياهو ماض في حربه والمستوطنون على قناعة انهم ضحايا طموح نتنياهو ورغبته في توفير الحماية لنفسه ولو على حساب أمن الإسرائيليين.
وازداد غضب اهالى الاسري واصروا على المطالبة باستقالة نتنياهو وهو يعرقل التوصل لاتفاق كان سيفضي إلى الإفراج عن أربعة من الاسري الست الذين عثر الجيش الإسرائيلى على جثثهم في رفح الأمر الذي اعتبره اهاليهم ومناصروهم قتلا لابنائهم تسبب فيه نتنياهو وهو المسؤول المباشر عنه ولا معني لان يستمر اي يوم إضافي في السلطة ليتسبب في مقتل المزيد من الاسري.
وكان صعبا على نتنياهو وتحالفه نزول مئتان وثمانون الفا من المحتجين إلى الشارع يطالبون بذهاب الحكومة فورا مما اعطي مؤشرا سيئا لهم مفاده انهم حتى ان عبروا المرحلة الحرجة هذه فهذا العدد من المحتجين ضدهم يعني انهم عمليا قد فقدوا امتدادهم في الشارع مما يجعلهم يخافون من اي انتخابات قادمة وان اخفاقات نتنياهو ستجعله ومن يتحالفون معه في معرض الخسارة المحتملة سياسيا ان لم يتعرضوا للمساءلة القانونية.
ومع ان الشرطة تعاملت بعنف مع المحتجين واعتقلت تسعا وعشرين منهم الا ان المظاهرات تواصلت والاحتجاجات ضد الحكومة زادت وتزامن ذلك مع الإضراب العام الذي شل الكيان وكان الأصعب على الحكومة مشاركة القطاع الطبي في الإضراب العام الشامل مما حرم مئات الجنود المصابين من الخدمات العلاجية
سليمان منصور