ضيق الأفق يحرمنا من بركات الوحدة
المسلمون أخوة يسعي بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ، هذا مضمون نص كما ورد في الأثر ومعناه واضح جدا لايحتاج حتى إلى كثير شروحات وتبيين ، وهو يرد على كل مثير للفتنة سائر بين الناس بالفرقة والخلاف يخدم العدو من حيث يدرى او لايدرى ، هذا والامة متفقة على ثوابت تشكل أصول الدين ، ويعمل المخلصون من أبناء الأمة بالمقولة الذهبية انما مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ، والمقولة المنسوبة للسيد رشيد رضا فلنعاون بعضنا بعضا في ما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا عليه.
المسلمون ربهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة ، ويبقي اي خلاف مهما كبر صغيرا امام هذه المرتكزات التي توحد الأمة.
وفي معركة الأمة الكبري اليوم ضد العدو الإسرائيلي المجرم يتوحد المسلمون ومعهم احرار العالم خلف فلسطين أبرز مصاديق المظلومية في التاريخ ، والتي تمثل رمزا للمظلومين وتعتبر مناصرتها توافقا مع الفطرة السليمة والإنسانية والعدل ولن تجد أحدا في هذا العالم يتنكر لمظلومية فلسطين او يسكت عن نصرتها او يخذل عن ذلك او لاسمح الله يبرر للعدوان الصهيوني وينتقد المقاومين في تصديهم له لن تجده الا مريضا او صاحب غرض وهو في كل الأحوال بعيد عن الانسانية ومنعدم الضمير والأخلاق.
ان بعض المسلمين بكل اسف من أصحاب الأفق الضيق يقفون بوجه الوحدة التي اتاحت غزة تحققها وهؤلاء الافراد ضيقو الأفق انما يخدمون العدو من حيث يشعرون او لايشعرون بحرمانهم الأمة من بركات الوحدة وأثرها الطيب على السير نحو النصر الذي تؤخره مواقف مثيري الفتنة والشقاق والخلاف.
الشارع العربي والإسلامي اليوم متفق على مظلومية اهل فلسطين ويريد إيقاف المأساة التى يتعرض لها اهل غزة الابطال ويتفق الجميع على بشاعة مايحدث وان إسرائيل ومن يساندها هم مظهر الشر والظلم وانه لابد من التصدي لهم ودعم المقاومين ، لكن وبسبب الشعبوية والطائفية والمذهبية التي تسيطر على البعض وتحركهم فإنهم يصرون على رفض اى جهد مناصر لغزة بسبب ان من يساندون غزة لايتفقون معهم في رؤيهم، او هم على غير مذهبهم ، والحال ان العدو لايفرق بيننا ويستهدف الجميع ويسعي للقضاء علينا معا.
ها قد خرج عزمي بشارة مثلا منتقدا إسرائيل فيقال له لانريد مناصرتك وانت كنت عضوا في الكنيست ، ويقول الدحيح كلاما مناصرا لغزة فيقال له لانريد نصرة من يروج للداروينية ، ويكتب تميم البرغوثي شعرا في نصرة غزة يقال هذا مؤيد لحزب الله لانريد منه مناصرة ، وتأتي بخبر عن أهل اليمن يقال لك لا نريد مناصرة الحوثيين ، وتنشر كلاما لمفتي سلطنة عمان في نصرة غزة فيقال لك لانريد مناصرة الاباضية ، وتنشر كلاما للددو عن غزة فيقال لك هذا اخواني ما كان ينبغي لك نقل كلامه
نقول يا قوم لدينا أزمة كبرى نتفق على بشاعتها وعلى ضرورة التصدي للعدوان وانهاء معاناة أهلنا في غزة فلماذا نضيق واسعا ونرفض توحيد جهودنا لإنهاء هذه الأزمة وبعد ذلك نتفرغ لنقاش خلافاتنا الداخلية ، وليتنا نتعلم من هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قبل مناصرة المشركين له في فك حصار قريش للمؤمنين في شعب ابي طالب إذ نقض المطعم بن عدي ورفاقه الحصار الظالم وهم ليسو من المؤمنين ولم يرفض النبي مناصرتهم ولم يقل لانريد مناصرة من لانتفق معه ورحب بهذا الجهد بل ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقي ممتنا لهذا المشرك – المطعم بن عدي – حتى بعد وفاته على الشرك اذ قال صلى الله عليه وآله و سلم بعد غزة بدر في شان الأسرى لو كان المطعم بن عدي حيا وكلمني فيهم لتركتهم له وهذا اعتراف منه صلى الله عليه وآله وسلم بالجميل لهذا المشرك ، ونقول أيها السذج لدينا شعب يباد فهل الوقت الان يتحمل الصراع الداخلى وترك العدو ينهش هذا الشعب المظلوم والواقع انه يحتاج إلى كل جهد وكل كلمة في سبيل انهاء معاناته؟ مالكم كيف تحكمون؟
كيف يفكر هؤلاء المتعصبون؟ تخيلوا معنا منزلا يحترق وياتي رجال الإطفاء فيقول لهم صاحب المنزل ليتاخر المسيحي والشيعي الصوفي والاباضي والليبرالى والقومى فلا اريد ان يشاركوا في إطفاء الحريق بمنزلى والنتيجة يحترق المنزل لان صاحبه لايريد ان يبذل المخالفون له اى جهد في إطفاء الحريق ، وهذا هو الجهل والمرض بعينه.
نحتاج إلى العمل كوحدة واحدة حتى ننتصر والا فإننا نعمل على خدمة العدو من حيث ندري او لاندرى
سليمان منصور