انكشاف بعض اثار ضربة حزب الله لإسرائيل
تحت اسم عملية الاربعين وتزامنا وتبركا بذكري أربعين الإمام الحسين أعلن حزب الله انه شن هجوما على اسرائيل صبيحة يوم الأحد 25 يوليو وقال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مساء نفس اليوم في خطابه بمناسبة الاربعين ان المقاومة نفذت الثار لضربة الضاحية واستهداف المدنيين واستشهاد القائد الجهادى الكبير السيد فؤاد شكر ، وكشف السيد نصر الله بعض التفاصيل عن الضربة وكذب رواية العدو حول الأمر وترك بعض التفاصيل غامضة دون أن يخوض فيها مبينا ان الحقائق سوف تتكشف وان العدو لن يستطيع الكذب كثيرا والتغطية على الحقيقة.
وقد تناولت العديد من وسائل الإعلام الغربية الحدث واغلبها تشكك في الرواية الإسرائيلية وتحدثت بعضها عن معلومات تشكل احراجا لإسرائيل ومع ان الكثير من الحقائق مازال في طي الكتمان الا ان بعض ما تم تسريبه من معلومات يكشف مدي الخيبة التي تعترى الجانب الإسرائيلي والخوف من خطر أعظم قادم وربما تكون ضربات حزب الله على قوتها و فعاليتها ليست شيئا مقابل ما ينتظره الصهاينة من رد إيراني يعلمون انه قادم قطعا، وبخيفهم الغموض الذي يكتنف الأمر وصعوبة التكهن بطبيعة ووقت التحرك الإيراني ، مع ادراك الصهاينة ان انتظار المجهول والقلق المصاحب لذلك هو جزء من العقاب الذي ارادته إيران لايعلمون متي ولا كيف ينتهي لتنتهي حالة الطوارئ الاستنفار الذي يعيشونه وما يترتب عليه من تبعات.
وعودة للحديث عن عملية حزب الله التي اسماها عملية الاربعين وبعد نشر صور لقاعدة عين شيمر للدفاع الجوي – وهي احدي المواقع التى استهدفها حزب الله وتبعد 72 كيلو مترا من لبنان و40 كيلو مترا من حيفا – اتضح من خلال مقال في يديعوت أحرونوت ان أهدافا للضربة أراد لها حزب الله أن تتحقق ولم يشر إليها السيد نصر الله في كلامه الا انها كانت واضحة لدي المختصين خصوصا ما نشرته في وقت سابق نيويورك تايمز حول الجي بي اس ومركز التشويش على الجي بي اس وتقول الصحيفة ان الصور في مركز الجي بي اس تظهر الطائرات مثلا في مطار بيروت في حين أن الحقيقة غير ذلك وهذا خلل كبير احدثته ضربات المقاومة على هذه القاعدة التى تعتبر مهمة جدا للعدو فهي مركز استخباري متقدم جدا يراد له ان تتم به السيطرة على كل الشرق الأوسط وجعله مكشوفا امام إسرائيل وليس فقط لبنان ، ويعتبر تعطيل هذا المركز وجعله يعطي نتائج غير دقيقة نوعا من الحرب غير التقليدية تجعل إسرائيل تخشي من امتلاك حزب الله تقنيات لاتعلم عنها شيئا ولم تحسب لها حسابا فكيف بايران.
وبالنسبة لإسرائيل فإنها تعتبر استهداف حزب الله لهذه القاعدة المهمة وامتلاكه صورا دقيقة عنها وتفاصيل ما تحويه تعتبره كشفا لاسرارها وخرقا خطيرا جدا لمنطوماتها الأمنية وجعلها متاحة سهلة الاستهداف ، وتخشي إسرائيل جدا من أن يكون رد حزب الله على أهميته ليس إلا تمهيدا لرد إيراني مختلف في النوع والتأثير والنتيجة ، ويقول الصهاينة ان استخدام حزب الله ثلاثمائة واربعين صاروخا في الهجوم غير المسيرات اريد به تعطيل أنظمة الكشف والرصد الإسرائيلية
والتشويش عليها وابقائها في حالة عدم الفعالية التامة للتعامل مع هجوم إيراني متوقع في اى لحظة ، ويزيد من قلق الصهاينة ما كشفته بعض الصحف ان نتنياهو يمارس تعتيما قويا وغير مسبوق حول الأماكن التى استهدفها حزب الله ونتائج الهجوم وان المعارضة الإسرائيلية بل حتى المحسوبين على الحكومة لم يستطيعوا معرفة تفاصيل ما حدث لان نتنياهو يخشي من توظيفهم ذلك ضده وتعريضه لخسارة موقعه السياسى فضلا عن محاكمته المؤكدة حال خسارته الحرب وهذا ما يبقى راجحا وتزيده قوة الضربة الإيرانية ونتائجها تاكيدا
ان الكشف عن هذه المعلومات مع انها قليلة يؤكد نجاعة ضربات حزب الله هذا والحديث جزئي وعن قاعدة واحدة فكيف ان تم الكشف عن كل ماجري وعلى كل المواقع المستهدفة.
سليمان منصور