كارثة السيول تستدعي تحرك الجميع
وجد مواطنو أجزاء واسعة من شمال السودان أنفسهم فجأة في وضع إنساني حرج بالغ التعقيد وهم يعانون من تهديم السيول لبيوتهم ومتاجرهم ومزارعهم ، وكانت اقسي صور المعاناة في مدينة ابو حمد ومناطق الرباطاب التى فقدت فيها مئات العوائل مساكنها واصبحت في العراء تحاصرها السيول إضافة إلى مشكلة أخرى وبالذات في بعض المناطق وهي خروج آلاف الثعابين والعقارب من جحورها التى غمرتها المياه واصبحت هذه الافاعي والعقارب تشكل خطرا على حياة الناس وبالذات الأطفال الدين اضطر اهلهم الى الصعود بهم إلى بعض الجبال هربا من هذه الآفات.
ان هذا الوضع الخطير يستوجب إعلان الطوارئ الطبيعية لمجابهة الكارثة الكبيرة التى المت بالبلد ، وفي محلية ابوحمد وهي الأكثر تضررا هناك امر اخر بالغ الخطورة يقتضى الالتفات اليه والاهتمام به فورآ وهو التلوث الخطير الناتج عن حمل المياه كميات كبيرة من مخلفات التعدين – مايعرف بالكرتة – وهى ملوثة بالمواد السامة ممثلة في الزئبق والسيانيد والاهالى المساكين لاحول لهم ولا قوة.
ويحذر كثيرون من أن المنطقة أصبحت بؤره مخلفات معادن ثقيلة من رصاص وزنك وبقية مخلفات التعدين ، وهذا يعني بكل اسف ان البلد ستكون عرضة لأمراض سرطانية وعقم وتشوهات اجنة و تلوث التربة والماء
ويقول مختصون انه في أقل من ثلاثين عاما من الان سوف تصبح ابو حمد و ما جاورها من مدن حتى بربر عباره عن أطلال.
ودقت شبكة أطباء السودان ناقوس الخطر وهي تتحدث عن هذا الأمر ، وفي بيان لها نقرا ما يلي :
– نحذر من وقوع كارثة بيئية وإنسانية جراء السيول والأمطار في مناطق إنتاج الذهب بمحلية أبو حمد، حيث جرفت السيول كثيراً من المنازل والممتلكات ومناطق التعدين الأهلي والشركات بما في ذلك ما يُعرف بـ”الكرتة”
– ان الوضع ينذر بكارثة نتيجة الاستخدام السابق لمواد كيميائية قاتلة مثل الزئبق والسيانيد، والتي تسبب مشاكل متعددة منها تأثيرات ضارة على الجهاز التنفسي. وتزايد حالات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي ، كما سيواجه الناس لدغات العقارب والكسور جراء السيول.
سليمان منصور