الغرب ليس نموذجا يحتذي
كثير من الناس تخدعهم الظواهر البراقة ويقعون في فخ الإعجاب بالغرب والعمل على تقليده واقتفاء اثره في كل شي وهم يتمنون ان يصبحوا مثله او حتى قريبين منه ويصورون الغرب بأنه النموذج الأفضل الذي لابد من الوصول ببلداننا إلى ما هو عليه ولا شك أن هذا وهم كبير وخداع للنفس يقع فيه من يتبنون هذه المواقف وهم لا يخدعون الناس وهم انما يخدعون أنفسهم اولا لو كانوا يعلمون.
قالوا ان الغرب تجاوز القبلية والانتماء الضيق لذا تقدم وتطور ونال السبق، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه تلبيس وتزييف للحقيقة وهو كلام ليس صحيحا فلا الغرب تطور لانه حارب الانتماءات الضيقة ولا العالم الثالث تأخر لانه عمل بها ، ونقول ان تفعيل العقل والاستثمار في الإنسان، ليبدع في الاستخدام الأمثل للثروات التي أودعها الله سبحانه أرضه هو سبيل التطور والبناء والتقدم لكن يلزم ان يرتبط ذلك بالقيم وحمايتها فالعدل والانصاف وغيرهما من الصفات الحميدة قيم سامية تجعل المجتمع المتصف بها متطورا وان قويت فيه العلاقات الضيقة كالاهتمام بالقبيلة على العكس من الدول الغربية مثلا التى توفرت فيها سبل الراحة واهتمت بالبحث العلمي وادخال التقنيات الحديثة في العمل لكن هذا التقدم شكلي وهذا التطور كاذب مادامت الدول الغربية تفتقر للأخلاق وتجعل من الظلم والعدوان سياسة لها وتمارس الأنانية وتراعي مصالحها فقط دون اعتبار لاى محذور ولو كان دعم اسرائيل في ظلمها وعدوانها وباطلها.
ان المخدوعين بالغرب المبهورين به من بني جلدتنا يجنحون للخيال وهم بعيدون عن واقع الأشياء لذا تراهم خالطون واهمون لايستطيعون تحديد الموقع السليم الذي يجب أن يكونوا فيه ولا الموقف الصحيح الواجب عليهم أن يقفوه.
اذا أخذنا نيجيريا مثلا كانموذج لبلداننا في العالم الثالث نجدها غنية جدا بالموارد فهي من كبار منتجي النفط في العالم والمجتمع يهتم جدا بالانتماءات القبلية ولاتكاد تجد منطقة لايعرف أهلها اقل التفاصيل عن انتنمائهم القبلية والعشائرية وهم مع ذلك دون كثير من العالم إذ يعشعش فوقهم التخلف والجهل والمرض فما الذي جعل هذا البلد يتخلف مثلا
انه بغض الإنسان لاخيه الإنسان
والنزاعات اللامحدودة التي غذاها ورعاها المستكبر الظالم ، فالمتحضر
الغربي بيل غيتس ومن لف لفّه مثلا سرقوا ويسرقون نفط وثروات نيجيريا ، وفرضوا عليها نظاماً تعليمياً لا ينتج إلا موظفين لتطبيق رؤاهم الفاسدة، وإذا قام شعب وقرر أن ينعتق من رقهم ويخرج عن وصايتهم ويتحرر من رؤيتهم ويبني نظامه المعرفي والسياسي والاقتصادي خارج دائرة نفوذهم كايران وغيرها، يتكالب عليه بيل غيتس وأمثاله لمنعه من تقديم مثال وانموذج نهضوي أخلاقي مختلف.
السبب في التخلف الإقتصادي – بمعايير الغربيين – هو استبداد وظلم وسيطرة الغربيين أنفسهم
سليمان منصور