طمس الهوية مشروع أمريكا لمنطقتنا
عرف عن الغرب سعيه الحثيث إلى تغيير الواقع الثقافي في المنطقة لتنشأ الاجيال بعيدة عن دينها وثوابتها ويسهل بالتالى التغلغل الثقافي في المجتمعات وتدميرها من الداخل ، وكثيرا ما قامت جمعيات وطنية بهذه الادوار نيابة عن الغربي الذي لايستطيع مباشرة هذا الأمر بنفسه ، ويعول الغربيون على تطبيق مايريدون عبر من يساعدون على تنفيذ فكرتهم سواء بوعي من المواطنين بالدور الذي يؤدونه ام بغير وعي.
ومانراه اليوم في منطقتنا ان أمريكا وبريطانيا او أوروبا بشكل عام يريدون فرض واقع ثقافي جديد علينا ويستعينون في ذلك ببعض منظمات المجتمع المدني ، ففي العراق كمثال نجد أصواتا ترتفع تنادي بالحريات وضرورة احترامها وحمايتها
وهذا كلام لا اعتراض عليه لكن من الغريب ان يعتبروا الحريات التي يجب احترامها هي المثلية والبغاء وتبادل الزوجات والدعارة وغيرها من الأشياء التى لاتلتقي قط مع ثقافتنا وقيمنا وتعاليم ديننا ، ما الذي يدفع أمريكا وبريطانيا في استكبار وصلف وتعنت ان تعترض على تشريع قانون في البرلمان العراقي يمنع المثلية؟ اليس من حق العراقيين ان يشرعوا وفقا لقيمهم ومعتقداتهم؟ الا يحق لهم ان يرفضوا الأفكار الدخيلة التي تعارض دينهم واعرافهم وتقاليدهم؟ من أين لامريكا او غيرها الحق في انتقاد إقرار العراقيين قانونا يتماشي مع اخلاقهم؟ اليس هذا هو التسلط والبغي بعينه؟
أصدر البرلمان العراقي قانونا يجرم المثلية والدعارة وتبادل الزوجات فثارت ثائرة الامريكان وانتقدوا القانون بزعم انه مخالف للحريات، وكانهم لايعلمون انهم بفعلهم هذا هم من يعتدي على الحريات ام انهم لايرون ان من حق العراقيين ان يختاروا الثقافة التى تسود في بلدهم؟
ان هذا الموضوع يمس العائلة العراقية والبيئة الاجتماعية والثقافية العراقية ومن غير اهل العراق له الحق في تحديد المسار اللازم لهم في مثل هذه الأمور؟ وما دخل أمريكا وغيرها في قضية تخص العراق وثقافته ومجتمعه، وهي قضية خاصة لامجال فيها لاى تلاعب؟
الغريب في الأمر أن الأمريكان والبريطانيين لم يكتفوا بالادانة وتحريك عملائهم وادواتهم في الداخل لتعترض وإنما خرجوا عن اللياقة والاطر والاعراف الدبلوماسية وبالذات السفيرة الامريكية التى ابدت انزعاجها وذهبت بعيدا وهي تهدد بعقوبات حماية للحريات المزعومة ، ونسأل أمريكا ومن معها اتريدون فرض ثقافتكم على العراقيين والزامهم يالاتصياع لما تريدون وان يسكتوا ولايحتجون على هذا الاستعمار والاستكبار الذي يمارس بشكل واضح من قبل الغربيين؟
انه حقا موقف غريب ، ولن يتحرر العراقيون وكل الامة من هذا السفه والتصلت الا باتخاذ قرار حاسم هو قطع يد أمريكا ان تجرات على مدها في تخريب بلدهم وطمس هويتهم.
سليمان منصور