تقدُّم تبحث عن حل للصراع السوداني في اجتماع القاهرة القادم
صرّح علاء نقد، عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بالسودان (تقدُّم)، أن اجتماع القاهرة المقرر قريباً سيجمع التنسيقية مع أطراف إقليمية بهدف إيجاد حل للصراع الدائر في السودان. سيتركز الاجتماع على ثلاثة محاور رئيسية هي: وقف الحرب، حل الأزمة الإنسانية، والتحضير للمسار السلمي.
وفي حوار مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أكد نقد يوم الثلاثاء أن تنسيقية تقدُّم ترفض الجلوس مع الجيش السوداني، الذي يمثله المؤتمر الوطني، واتهمه بـ”إشعال الحرب”. وأوضح أن التنسيقية تطمح لتشكيل جيش “مهني وبعقيدة وطنية”، وأن السلطة في البلاد يجب أن تكون مدنية بشكل كامل.
أشار نقد إلى أن اجتماع القاهرة سيحضره شركاء إقليميون ودوليون لمناقشة “التداعيات السلبية للصراع في السودان وسبل معالجته، والتحديات الإنسانية للمتضررين في شتى مناطق السودان، ومحددات إطلاق الحوار السياسي السوداني-السوداني”.
سيكون هناك ثلاث جلسات متوازية في الاجتماع: الأولى تتحدث عن وقف الحرب، والثانية عن معالجة الأزمة الإنسانية، والثالثة عن سبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية الشهر الماضي عن عقد مؤتمر بالقاهرة يضم جميع القوى السياسية المدنية السودانية يومي السادس والسابع من يوليو تموز. وأضافت الخارجية في بيانها أن المؤتمر سيكون “بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين” بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم عبر حوار وطني سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
قال نقد “نتوقع حضور معظم رعاة المنابر المختلفة لأن تقدُّم في رؤيتها الأخيرة كانت تتحدث عن المنبر التفاوضي الموحد. سيكون من الحضور معظم الدول الراعية للمنابر حاليا مثل السعودية والإمارات المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وغيرهم… نتوقع أن يكون كل هؤلاء موجودين”.
وعن الأطراف السودانية المشاركة في المؤتمر المرتقب، أوضح نقد أن الدعوة المصرية للاجتماع جاءت شاملة لممثلي المجتمع السوداني والوسطاء. وأكد أن تقدُّم لا تجلس مع المؤتمر الوطني وفلول النظام البائد لعدم مكافأتهم على إشعال الحرب وإعاقة منابر إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
وأشار نقد إلى مشاركة أطراف أخرى مثل ممثلي الكتلة الديمقراطية في مؤتمر انعقد بالقاهرة في الأول من مايو أيار، والذي نتج عنه ورقة بعنوان (الرؤية الإطارية المفاهيمية لإدارة الفترة الانتقالية). وقال “للأسف ما اتفقوا عليه هو أيضا خارج عن ثوابت تقدُّم. لم يتحدثوا عن تفكيك المؤتمر الوطني، ولم يتحدثوا عن فترة انتقالية مدنية خالصة، وإنما تحدثوا عن شراكة مدنية عسكرية”.
وأردف قائلاً إن تقدُّم ترفض وجود المؤتمر الوطني في أي حل سياسي قادم، وتدعو إلى أن تكون السلطة للمدنيين كاملة خلال الفترة الانتقالية القادمة، مع تفكيك نظام المؤتمر الوطني من الأجهزة الأمنية والعسكرية والحياة العامة.
وأكد نقد على أهمية تشكيل جيش جديد بعقيدة وطنية لضمان عدم اندلاع حرب أخرى في السودان. وأوضح أن تخفيف المعاناة الإنسانية للسودانيين هو من الأولويات في الاجتماع القادم، مشيراً إلى محاولات سابقة للتواصل مع الجيش والدعم السريع لحماية المدنيين وتوفير الخدمات.
تأتي الدعوة المصرية ضمن تحركات إقليمية لوقف الحرب الدائرة في السودان التي تسببت في نزوح نحو عشرة ملايين شخص من منازلهم وفق الأمم المتحدة. اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل من العام الماضي بسبب خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.