بدأ الناخبون في إيران الجمعة الإدلاء بأصواتهم، في انتخابات رئاسية مبكرة تبدو نتيجتها غير محسومة، في ظلّ انقسام معسكر المحافظين، وتعويل مرشّح إصلاحي على تعدّد منافسيه لتحقيق اختراق.
ودُعي حوالي 61 مليون ناخب للتوّجه إلى صناديق الاقتراع الموزّعة على 58 ألفا و640 مركزا انتخابيا، تنتشر في سائر أنحاء البلد الشاسع الممتدّ من بحر قزوين شمالا إلى الخليج جنوبا.
وبدأ التصويت عند الساعة الثامنة صباحا.
وتعيّن تنظيم هذه الانتخابات على عجل بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي، في حادث طائرة هليكوبتر في 19 أيار/مايو.
خامنئي يصوّت
وأدلى المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي بصوته، وقال في تصريحات: “الجمهورية الإسلامية تقوم على حضور الشعب، وحضور الشعب ضروري لإثبات أصالة الجمهورية الإسلامية وتكاملها”.
وتابع خامنئي: “أدعو الله عز وجل لأمتنا الحبيبة بأفضل الأيام والأعوام وأسمى بركاته”.
وقال: “يوم الانتخابات، هو يوم الفرح والسعادة بالنسبة لنا نحن الإيرانيين. وخاصة عندما تكون الانتخابات لاختيار الرئيس؛ وأن مستقبل البلاد سيتحدد من خلال اختيار الشعب هذا”.
وأردف: “لكن، أعتقد أن هناك أمرا مهمّا إلى جانب ذلك، وهو الحضور الجماهيري الحماسي وزيادة أعداد الناخبين. وهذه حاجة أكيدة للجمهورية الإسلامية”.
وأوضح أن “اسم الجمهورية الإسلامية – أي كلمة الجمهورية – يدل على أن حضور الشعب يدخل في جوهر هذا النظام. ولذلك، فإن ديمومة الجمهورية الإسلامية وثبات الجمهورية الإسلامية وشرف الجمهورية الإسلامية وسمعتها في العالم، يعتمد على وجود الناس. ولهذا، نوصي شعبنا العزيز بأخذ التصويت على محمل الجدّ، والمشاركة في هذا الاختبار السياسي المهم”.
ولم يؤيد خامنئي أي مرشح، وقال: “أتمنى إن شاء الله أن يتم اختيار الاختيار الأفضل والأنفع لهذا البلد. والسنوات القادمة إن شاء الله، ستكون سنوات خير وموفقة. يجب أن يكون الناس راضين عن اختيارهم”.
4 مرشحينوتحظى هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران، القوة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسية، من العدوان الوحشي على غزة إلى الملف النووي الذي يشكّل منذ سنوات عدة، مصدر خلاف بين الجمهورية الإسلامية والغرب.
ويتنافس في الانتخابات كل من المرشحين، الإصلاحي مسعود بزشكيان، والمحافظين رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، ووزير الداخلية السابق مصطفى بورمحمدي.
وفي استطلاع للرأي العام الذي أجرته وكالة الطلبة الإيرانيين، وجها لوجه في 26 حزيران/يونيو، مع 3589 شخصا في جميع أنحاء البلاد، جاء بزشكيان في المرتبة الأولى بنسبة 33.1 بالمئة، وجليلي في المرتبة الثانية بنسبة 28.8 بالمئة، والمرشح المحافظ قاليباف في المركز الثالث بنسبة 19.1 بالمئة.
ومن المنتظر أن تنشر البيانات الأولى لنتائج الانتخابات عند منتصف الليل، على أن تعلن النتائج النهائية السبت.
وإذا لم يحصل أيّ من هؤلاء المرشّحين على الغالبية المطلقة من الأصوات، تُجرى جولة ثانية في الخامس من تمّوز/يوليو، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في 2005، منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 45 عاما.
ويُتوقع صدور أولى التقديرات لنتيجة التصويت السبت، على أن تصدر النتائج الرسمية في موعد أقصاه الأحد.
المصدر: عربي21