عودة الهدوء إلى الفاشر بعد قصف عشوائي
أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن المدينة شهدت عودة الهدوء بعد ساعات طويلة من القصف العشوائي الذي طال الأحياء الشمالية وتحديداً في اتجاه معسكر أبوشوك للنازحين. وأوضحت التنسيقية أن هذا القصف أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد بدأ القصف في الساعات الأولى من الصباح، مما أثار حالة من الذعر والفزع بين سكان المنطقة. وأفادت التقارير بأن القصف كان مكثفاً وعشوائياً، حيث طال المنازل والمرافق العامة، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.
وأشارت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إلى أن فرق الإنقاذ والطوارئ تحركت بسرعة إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدة الطبية للمصابين وإجلاء العائلات من المناطق الخطرة. وتم نقل الجرحى إلى المستشفيات المحلية لتلقي العلاج، حيث وصفت حالة بعضهم بالحرجة.
وفي بيان لها، دعت التنسيقية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في الفاشر وتقديم الدعم اللازم للمتضررين. كما طالبت الجهات المسؤولة بفتح تحقيق فوري في الحادثة ومحاسبة المتسببين في هذا الهجوم العشوائي.
تجدر الإشارة إلى أن معسكر أبوشوك للنازحين يضم الآلاف من الفارين من مناطق النزاع في دارفور، ويعيش سكانه في ظروف إنسانية صعبة. ويعتمد هؤلاء النازحون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، مما يجعلهم عرضة بشكل خاص لأي تصعيد عسكري في المنطقة.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن الأوضاع الأمنية في المدينة لا تزال هشة، وأن هناك حاجة ملحة لتعزيز التدابير الأمنية لحماية المدنيين وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية. كما شددت على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجين من القصف، خاصة الأطفال والنساء الذين يعانون من الصدمات النفسية جراء هذه الأحداث.
وتبقى الفاشر، كغيرها من مدن دارفور، في حالة ترقب وحذر، حيث يسود القلق من اندلاع موجات جديدة من العنف في ظل الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في البلاد.