تحذير قاس من الهجرة الدولية: النازحون الداخليون في السودان قد يتجاوزون 10 ملايين شخص
أصدرت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) تحذيراً حاسماً بأن عدد النازحين داخلياً في السودان نتيجة الصراع الدائر قد يقترب من 10 ملايين شخص.
منذ اندلاع الحرب الأهلية في منتصف أبريل 2023، يواجه السودان أزمة نزوح داخلي تعتبر الأسوأ عالمياً، وتزداد سوءاً بفعل التهديدات بالمجاعة والأمراض.
وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، هناك 9.9 مليون نازح داخلي في جميع ولايات السودان الـ18، مع نزوح 7.1 مليون شخص منذ بداية الصراع. تشكل النساء والأطفال دون سن الخامسة جزءاً كبيراً من هؤلاء المتضررين.
وقالت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، “هذه الأزمة تعادل نزوح سكان مدينة لندن بالكامل، ولكنهم تحت تهديد مستمر بالعنف والمجاعة والأمراض والعنف العرقي والجنساني. الاحتياجات الإنسانية ضخمة وعاجلة، ولكن التمويل محدود للغاية. نحن بحاجة ماسة إلى جهود دولية متكاتفة لتجنب مجاعة وشيكة.”
إجمالاً، أُجبر نحو 12 مليون شخص على مغادرة منازلهم، حيث لجأ أكثر من 2 مليون شخص إلى دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر.
الصراع يتسم بشدة وقسوة متزايدة، مع ورود تقارير عديدة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف العرقي والجنسي. يعاني حوالي 70% من النازحين من البقاء على قيد الحياة في مناطق معرضة لخطر المجاعة، في حين يبقى الوصول الإنساني محدوداً أو غير موجود. موسم الأمطار القادم يهدد بتفاقم الوضع، مما قد يؤدي إلى كوارث مناخية وتفشي الأمراض.
أشارت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات (IASC) مؤخراً إلى المستويات الكارثية التي وصلت إليها الأزمة. في مدينة الفاشر بشمال دارفور، يوجد أكثر من 800,000 مدني محاصرون وسط تصاعد الصراع والقصف الجوي. انهارت البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية، وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير.
أضاف عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة لشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “الطرق الرئيسية المؤدية إلى خارج الفاشر مغلقة، مما يمنع المدنيين من الفرار إلى مناطق أكثر أماناً ويعيق وصول المساعدات. نحن نطالب بوقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وخطوط الجبهات. ملايين الأرواح على المحك.”