سيطر الجيش على أجزاء واسعة من منطقة جبل أولياء العسكرية التي كانت تقع تحت سيطرة الدعم السريع، بينها مواقع إستراتيجية. وشهدت البلدة الواقعة جنوبي العاصمة الخرطوم، اشتباكات عنيفة يومي السبت والأحد.
وكان سلاح الجو التابع للجيش نفذ غارات جوية في منطقة جبل أولياء ضد تجمع قوات الدعم السريع قرب جسر جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، ومنعت تلك الغارات نقل الإمداد إلى الدعم السريع.
وقال مصدر عسكري لـ”الترا سودان” إن الجيش استولى على مواقع هامة مثل القاعدة الجوية في جبل أولياء ومواقع أخرى في المنطقة العسكرية، وكبد الدعم السريع خسائر فادحة في العتاد.
ولا تزال الدعم السريع تسيطر على قاعدة عسكرية تتبع لها وتعرف بـ”معسكر طيبة”، والتي انطلقت منها هجمات على معسكر الاحتياطي المركزي التابع لوزارة الداخلية السودانية في حزيران/يونيو الماضي، والاستيلاء أيضًا على أجزاء من مصنع اليرموك العسكري خلال نفس الفترة، أملًا في التقدم شمالًا نحو سلاح المدرعات.
وكان الجيش دفع بتعزيزات عسكرية من غربي البلاد بقوات “الهجانة” من منطقة غرب كردفان إلى جبل أولياء، في خطوة قد تضيق الخناق على الدعم السريع التي تسيطر على مدينة القطينة الواقعة على بعد مائة كيلومتر جنوبي العاصمة.
وكانت أجزاء من المنطقة العسكرية التي استردها الجيش خاضعة لسيطرة الدعم السريع وخسرتها جراء هجوم بري واسع النطاق نفذته القوات المسلحة يومي السبت والأحد حسب مصدر عسكري.
ولدى الجيش فرق عسكرية عريقة غربي البلاد في ولايات شمال كردفان وغرب كردفان وجنوب كردفان ولم تتمكن الدعم السريع من دخول مناطق تواجد هذه القوات التي تمتاز بخبرات قتالية لسنوات طويلة.
وكان قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” أبلغ نائب المنسق الإنساني للأمم المتحدة في السودان أن قواته ستواصل في الدفاع عن نفسها جراء الحرب التي تشنها القوات المسلحة.
بينما ذكر مصدر عسكري أن: “قوات الجيش التي سيطرت على المنطقة العسكرية في جبل أولياء جنوب الخرطوم تضم نخبة من الفرق العسكرية المنتشرة في أصقاع البلاد، ما يعني أن عراقة مائة عام من تاريخ الجيش لن تفنى بسهولة”.
وجنوب العاصمة الخرطوم أيضًا تقدمت قوات الجيش نحو بعض الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات، والتي كانت تتمركز فيها عناصر الدعم السريع منذ حزيران/يونيو الماضي.
ومنذ مطلع هذا العام اتخذ الجيش تحولًا هجوميًا في الحرب ضد الدعم السريع وتمكن من فك الحصار حول مناطق عسكرية في العاصمة وبعض الولايات وعلى الرغم من ذلك فإن عودة النازحين إلى منازلهم لا تزال تواجه الكثير من التحديات الأمنية وفقًا لشهادات المواطنين.
وكان مساعد القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق بحري إبراهيم جابر صرح بوجود تحول في إدارة الحرب بانتقال الجيش من خانة الدفاع إلى الهجوم، معربًا عن ثقته في انتصار القوات المسلحة.
وجراء هذا الوضع الأمني نزح مئات الآلاف من المدنيين من جنوب الخرطوم الأشهر الماضية، وأصبحت العودة إلى منازلهم مستحيلة، خاصة مع اتخاذ الدعم السريع مواقع مدنية كمقار عسكرية، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين حسب غرفة طوارئ جبل أولياء.
ولا تزال غرف الطوارئ تتلمس حياة محفوفة بالمخاطر جنوب الخرطوم، سيما في القرى الواقعة حول منطقة جبل أولياء العسكرية، وقالت الأسبوع الماضي إنها تمكنت من تشغيل بعض المطابخ الجماعية لتوفير الطعام للمواطنين.
المصدر: الترا سودان