أخبار السودان :
توجه الصين يخيف أمريكا وحلفاءها
المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة قائم اساسا على فرض الهيمنة ألامريكية على الجميع وقطع الطريق امام اي توجه صيني او روسي او من اي جهة للنفاذ إلى المنطقة وحجز موطئ قدم فيها ، وتحاول أمريكا وإسرائيل الاستحواذ على الممرات المائية ومنطقة انتاج النفط لذا تكثر الحساسية ويزداد التنافس حول مناطق حيوية جدا كالشرق الأوسط والبحر الأحمر والساحل والصحراء في أفريقيا ، وقد تفجرت الخلافات في بعض المناطق بسبب محاولات تركيا وايران كل على حدة التواجد في البحر الأحمر مثلا ، وقوبلت طلبات البلدين بإنشاء قواعد في البحر الأحمر بضجة كبرى تقف على راسها أمريكا وإسرائيل ونشطت بعض دول المنطقة في إطار خدمتها المشروع الأمريكي إلى إعاقة مثل هذه التوجهات التركية الإيرانية ، وجرى على هؤلاء ما جري على طلبات صينية وروسية ، وتقوم دول كالسعودية والإمارات واريتريا واثيوبيا ومصر وغيرها تقوم بأدوار تخدم بها المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
وممن بادروا وطرحوا مشاريع قوية لمنافسة أمريكا الصين التي أعلنت عن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقت في العام 2013 ، وتعد واحدة من مبادرات الاستراتيجية الصينية للعام 2050، وتهدف المبادرة إلى تعزيز ريادة الصين للاقتصاد العالمي، ومن ثم تعزيز مكانتها العالمية وتعظيم قدرتها على القيادة الكونية، وتستهدف هذه المبادرة آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتتخذ طرقاً برية وبحرية تعبر هذه القارات وتصلها ببعضها البعض، وتتخذ من البحرين الأحمر والأبيض ممرين بحريين رئيسيين، لكل ذلك، فإن هذه المبادرة تتصادم من حيث طبيعتها وجغرافيتها وأهدافها مع المشروع الأميركي -الإسرائيلي، وتشتبك معه في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المهم الاشارة إلى ان البعد الاقتصادي في مبادرة “الطريق والحزام” اقلق أميركا و “إسرائيل” بسبب ضخامة المشروعات المكونة لهذه المبادرة، وبسبب انعكاساتها المحتملة على مضاعفة قدرات الصين الاقتصادية وعلى تعميق شراكة الصين الاقتصادية مع الدول الآسيوية والأفريقية والأوروبية، ولما لذلك من تأثيرات سلبية محتملة على دور الولايات المتحدة الأميركية ومصالحها في هذه القارات، وعلى مكانتها العالمية، وعلى دور “إسرائيل” الاقتصادي ومكانتها العالمية كمركز غربي متقدم في مجالات الإبداع والتكنولوجيا.
وتمكن هذه المبادرة الصين من التوسع في مجالات حيوية واستراتيجية وتمكنها من نسج شراكات وتحالفات إستراتيجية تغير من خرائط الشراكات والتحالفات الإستراتيجية التي نسجت بعد الحرب العالمية الثانية، وتعززت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والتي مكّنت أميركا من التربع على منصة قيادة المنظومة الدولية، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير في مكانة “إسرائيل” ودورها كـ”دولة” وظيفية تضطلع بأدوار إستراتيجية لمصلحة المنظومة الغربية تحت قيادة أميركا ولمصلحة الصهيونية على اختلاف عناوينها الدينية وتمثلاتها الحركية.
سليمان منصور