أخبار السودان :
التجنيد القسري جريمة حرب
لايمر يوم الا وتتكشف المزيد من بلاوي هذه الحرب اللعينة ومآسيها ومايعانيه الإنسان البسيط من آثارها التي تنعكس عليه وعلى محيطه العائلي سلبا ، هذا فضلا عن الأثر السالب الذي ينعكس على الجميع من تدمير البلد وانهيارها اقتصاديا وامنيا علاوة على التداعيات الاجتماعية العظيمة التي تترتب على الحرب.
ولاشك ان اهم الملفات التي ترتبت على الحرب واخطرها مسألة التجنيد القسري وحمل الناس على القتال في صفوف احدي القوتين المتحاربتين ، وقد عرفنا ان الدعم السريع مارس هذا الأمر بشكل كبير وواسع ، وان كانت فئات قد انضمت لصفوفه تحت ضغط العوز والحاجة وانعدام العمل الناتج عن الحرب وتأثيرها السالب على الأسواق والمصانع والمزارع وفرص العمل بشكل عام وهذه بنفسها ظروف قاهرة حملت البعض للانضمام للقتال دون ارادتهم التامة فان هذا بنفسه يسبب ضغطا واكراها اجبرهم على حمل السلاح إذ لو ان الأوضاع كانت عادية لما لجأوا إلى هذا الخيار الصعب الذي سوف يدفعون واهلهم ثمنه غاليا بعد أن تهتكت عرى النسيج الاجتماعي في البلد ، ومما لاشك فيه ان بعض الناس وجدوا أنفسهم بقرار من زعماء القبائل والعشائر ضمن المقاتلين فبعض القيادات الشعبية والادارات الأهلية قد وضعوا ايديهم في يد قيادة الدعم السريع ونالوا منهم العطايا الكبيرة مقابل تجنيد شبابهم في صفوف المقاتلين وقد تم اغراء البعض بمبالغ طائلة حتى ينضموا للمقاتلين ، وحتى عندما رغب بعضهم مع اشتداد المعارك واتضاح الصورة رغبوا في الانسحاب كان الموت يتهددهم إذ تعرضوا لضغوط كبيرة بل تهديد بالتصفية ان حاولوا التراجع عن القتال والانسحاب من الميدان ، وهذا ما يعتبر بنفسه عدوانا على هؤلاء الأفراد.
في الجانب الاخر هناك بعض محاولات اجبار الناس وان كان في إطار محدود للقتال في صفوف الجيش او حتى تخوين من ينتقدون استمرار الحرب ويدعون إلى ضرورة إيقاف القتال ، ولا شك أن التجنيد القسري في نفسه جريمة كبري توجب العقاب الرادع ، ويمكن القول انه بلا شك جريمة حرب مكتملة الأركان.
سليمان منصور