قالت منظمة حاضرين النشطة في العمل الإنساني في السودان، إن قيادة القوات المسلحة السودانية أصدرت أوامر بقطع الاتصالات عن مناطق واسعة في دارفور وكردفان منذ بداية الحرب في نيسان/أبريل 2023.
ومع اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع العام الماضي، انقطعت خدمة الاتصالات عن ولايات دارفور الخمس ومناطق في كردفان، ثم لحقت بها بقية ولايات السودان تدريجيًا في الشهر الجاري، حيث اتهمت الحكومة القائمة في بورتسودان قوات الدعم السريع بإصدار أوامر للفنيين القائمين على المقسمات الرئيسية في العاصمة الخرطوم، بقطع خدمات الاتصالات في البلاد.
منظمة حاضرين: بناءً على أوامر صادرة مباشرة من قيادة القوات المسلحة السودانية، تم قطع خدمات الاتصالات عن مناطق واسعة في دارفور وكردفان منذ بداية الحرب
وكان مدير (زين – السودان) قد أرجع في تصريحات صحفية انقطاع خدمة (زين) في دارفور لأعطال فنية وغياب الأمن مع استعار الاشتباكات، فيما اعتذرت (إم تي إن) و(سوداني) بظروف خارجة عن الإرادة.
ونجحت شركة (سوداني) الحكومية في استعادة خدمات الاتصالات في بورتسودان ومناطق واسعة من شرق وشمال البلاد، فيما قالت مصادر صحفية إن (زين) و(إم تي إن) تعملان على تركيب مقسمات جديدة في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان.
وقالت منظمة حاضرين إنه قد تأكد لها بناءً على “تقصي دقيق” ومعلومات وصلتها من عدة مصادر موثوقة أفادت بأنه وبناءً على “أوامر صادرة مباشرة من قيادة القوات المسلحة السودانية” قطعت خدمات الاتصالات عن مناطق واسعة في دارفور وكردفان منذ بداية الحرب، و”ليس كما انتشر أن سبب الانقطاع الوحيد كان فقط عبارة عن مشاكل فنية”، بحسب بيان للمنظمة اطلع عليه “الترا سودان” اليوم.
وأدانت المنظمة بشدة هذا الإجراء الذي نسبته لقيادة الجيش السوداني، وأشارت إلى أن المتضرر الأول هو المواطن السوداني الذي يعتمد على خدمات الاتصالات في معيشته اليومية، وأوضحت أن حرمان المواطن في دارفور وكردفان من خدمات الاتصالات “يمثل ذات نفس الجريمة المرتكبة بواسطة مليشيا الدعم السريع بعد ذلك، لأنها ستسهم وبشكل مباشر في تفاقم الكارثة الإنسانية”، حد قولها.
وكانت منظمة حاضرين قد أدانت في وقت سابق قطع قوات الدعم السريع لخدمات الاتصالات، وقالت إن هذا التصرف يعد جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية وحقوقها المكفولة بواسطة القوانين الدولية، وأشارت إلى أن قطع الاتصالات يهدد حياة المدنيين بصورة مباشرة الذين يعتمدون بصورة شبه كلية على التطبيقات البنكية والحلول الأخرى التي توفرها شركات الاتصالات في تعاملاتهم اليومية.
وطالبت منظمة حاضرين المجتمع الدولي بالضغط على السلطات السودانية وقيادة قوات الدعم السريع التي وصفتها بـ”الميليشيا” لإعادة الخدمة في عموم البلاد. وأكدت حاضرين على أهمية احترام حقوق الإنسان الأساسية للمواطنين، وطالبت السلطات والجيش السوداني وقيادة الدعم السريع بإعادة خدمات الاتصالات فورًا.
وتعيش معظم مناطق البلاد في إظلام تام عن خدمات الاتصالات منذ بدايات الشهر الجاري، وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات فيما يتعلق بانقطاع خدمات الاتصالات.
ويعتمد النازحون والعالقون في مناطق الاشتباكات على التطبيقات البنكية في معيشتهم اليومية، كما تعتمد عليها غرف الطوارئ والمطابخ الجماعية في تلقي الدعم المالي.
المصدر: الترا سودان