أخبار السودان :
البحرين صمود شعبي يأبي ان ينكسر
وقد مرت ثلاثة عشرة سنة على الحراك السلمي الحضاري لشعب البحرين وهو يطالب بحقوقه الدستورية المشروعة فان الحكومة اليوم في المنامة تحاول جاهدة الالتفاف على هذه الثورة الشعبية النظيفة ، وتجند عشرات الاقلام في الداخل والخارج لطمس معالم هذا الحراك ، ولما ادركت صعوبة ذلك ان لم تكن استحالته فان الحكومة التي يترأسها ولي العهد الشاب، فكرت في تجاوز التداعيات المؤلمة للانتفاضة الشعبية، بل سعت الى ذلك عمليا لكن شدة معاناة الشعب من وطأة الطغاة وعمق الجراح لاتترك مجالا للحاكم ان يتصالح مع شعبه وهو يسجن ابناءه ويقسو على المرضي في الحبس ،وما زال ابناء البحرين المطرودين من بلدهم المنزوعة منهم الجنسية واولئك المعارضين في الخارج مازالت السلطة تتعامل معهم باعتبارهم خونة وعملاء في نغمة مشروخة لايمكن القبول بها ، لذا لايمكن ان تنجح محاولات السلطة للالتفاف على الثورة والاقتراب من الشعب تلافيا للاثار الصعبة التي دخلت فيها السلطة بتعنتها وتعاميها عن الحقائق.
جدير بالذكر ان السلطة في المنامة هاجمت بوحشية وعنف بالغ الحراك الأهلى السلمي مستعينة بالسعودية ممثلة في قوات درع الجزيرة التي قتلت وجرحت الابرياء وهدمت دوار اللؤلؤة الذي كان محطة تجمع الثوار ومكان اعتصامهم السلمي ، وكانت الحكومة قاسية مع شعبها الأعزل ، واعتبرت الحراك مخططا إيرانيا، وحظرت أحزابا معارضة وساقت مدنيين أمام محاكم عسكرية وسجنت عشرات النشطاء السياسيين السلميين ، وقد قوبلت هذه الخطوات الظالمة الباطشة بصبر شعبي وتصميم على سلمية الثورة وعدم الاستجابة لاى استفزاز يخرج الشعب عن خطته التي رسمها بالحفاظ على سلمية حراكه ، واليوم والثورة في ذكراها الثالثة عشر لا يظهر أن الكثير قد تغيّر فالقادة والنشطاء منهم من يعاني في السجن، ومازالت بعض الأحزاب والجمعيات محظورة فكيف تربد السلطة تغيير الوضع دون ان تغير موقفها وتعاملها مع شعبها وطريقة ادارتها للبلد التي طالبت الثورة باعادة النظر فيها.
تحية لشعب البحرين وثورته النظيفة الحضارية ، وليعلم الطغاة ان مصيرهم حتما الزوال وان ارادة الشعوب ستنتصر لامحالة.
سليمان منصور