أخبار السودان :
هل باتت الوحدة الأمريكية في خطر؟
تجمعت العديد من المناطق الأمريكية وتوافقت على دستور يحكمها وينظم أمرها مكونة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية والتي هي بلد واحد بحكم القانون والواقع الفعلي المعاش الا ان هذا لاينفي وجود تباينات كثيرة بين هذه المناطق المكونة لامريكا الحالية بسطوتها وعنفوانها وثرائها، وقد تحركت العديد من المناطق من قبل وفي فترات مختلفة ثورة على ظلم ترى انه لحق بها او رغبة في تحصيل فائدة ترى انها احق بها ، لكن يظل حراك ولاية تكساس هو الاقوى والاشد تاثيرا والاخطر على وحدة امريكا وبقائها ككيان موحد.
ويتساءل الناس هل يمكن ان يؤدي تمرد ولاية تكساس الى تفكك الولايات المتحدة الأميركية؟
ان ما يجعل البعض يبدون هذا التخوف ان ولاية تكساس تجرؤ على مناطحة واشنطن ، وهو ما يعد مؤشراً على ضعف الأخيرة، وعلى ضعف الرئيس بايدن شخصياً، كما يدل على تفاقم التناقضات في المجتمع الأميركي.
ان الخلاف بين ولاية تكساس، ممثلةً بحاكمها منذ عام 2015، غريغ آبوت، وبين الحكومة المركزية في واشنطن، ممثلةً بإدارة الرئيس جو بايدن، قد يبدو بحسب تصور البعض خلافاً جزئياً ينحصر بملف المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين إلى الولايات المتحدة الأميركية، والذين يهددون بتقويض الأكثرية العددية المتضائلة للبيض الأنغلوساكسونيين، ومع ان هذا ملف خلافي لكنه حتما ليس كل شي ، فهو يشبه الصاعق التفجيري الذي تتبعه جملة قضايا في الصراع بالمجتمع الأميركي.
وقد أصر حاكم تكساس آبوت على الاستحواذ على صلاحيات إدارة ملف التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين من الجنوب، وعلى نقلها من مستوى الحكومة الفيدرالية في واشنطن إلى مستوى الولاية التي يحكمها، أي أنه انتزع تلك الصلاحيات انتزاعاً من يدي جو بايدن ووضعها في يديه شخصياً، ولاسيما صلاحية السيطرة على الحدود الجنوبية لولاية تكساس، والتي صودف أنها جزء من حدود الولايات المتحدة الأميركية مع المكسيك، فأخذ الصراع إلى مستوىً تصعيدي أعلى، معيداً طرح جملةً من المسائل الشائكة أميركياً والتي تعمق بالضرورة الشقوق العمودية في المجتمع الأميركي، أي في الجبهة الداخلية الأميركية، ثقافياً وعرقياً وحزبياً، وتساهم بالتالي في زعزعة معاقل القوة الأميركية وقدرتها على إسقاط نفوذها خارجياً، بل إن احتمالية تصاعد تلك التناقضات وخروجها عن السيطرة، إذا عجزت النخبة الحاكمة الأميركية عن إداراتها واستيعابها، تطرح مسألة بقاء الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، كقوة عظمى مهيمنة، في قيد الوجود.
سليمان منصور