أخبار السودان :
الثورة الاسلامية محاولة لنظرة اعمق
يخطئ من ينظر للثورة الاسلامية بمنظار ضيق محدود وزاوية لا تجعله يطلع علي ابعاد مهمة في مسيرتها الظافرة ، ونجاحها في مواجهة الاستكبار ومناصرة المستضعفين ورفض العنجهية الامريكية والغربية عموما
من ينظر للثورة الاسلامية بمنظار طائفي ويحاكمها لمواقف بعض الشيعة الذين لاتتوافق رؤيتهم معها فهو غير منصف وغير منطقي ويبتعد عن العدل، ولايبقي لكلامه بعدا علميا ومنهجا محترما يمكن الاعتداد به.
ومن ينظر الى ايران بمنظار القومية فانه يظلمها ويظلم نفسه بابتعاده عن الانصاف ، فايران الغير عربية تجعل من قضية فلسطين محور اهتمامها وبوصلة تحدد بها صحة مواقف الآخرين فمن لايجد في نفسه الشجاعة لتأييد الحق الفلسطيني ويصمت عن ادانة الاجرام الصهيوني فانه بنظر ايران بعيد عن الحق، وهي ترى في فلسطين قضية عادلة تجب مناصرتها بغض النظر عن انها عربية ومسلمة او غير ذلك فالمظلوم بما هو مظلوم تجب مناصرته بقدر المستطاع لذا تجدها تناصر المظلومين في فلسطين واليمن وافغانستان وفنزويلا وغيرها من مناطق العالم فحيث ماوجد مظلوم وامكنت مناصرته تجد ايران حاضرة وهذا واضح ، ومخطئ من يري في ايران عدوا للعرب كما يقول البعض.
واذا نظرنا الى الثورة الاسلامية بمنظار الانصاف نجدها قد احدثت تحوﻻت عميقة في المجتمع اﻻيراني جديرة بدراستها والتوقف عندها.
ولايمكن للناظر لايران بمنظار الانصاف ان يهمل جانبا مهما وحيويا يتعلق باﻻثر الفكري والثقافي الذي احدثته الثورة الإسلامية علي مدي مايزيد عن اربع عقود في المنطقة وفي داخل إيران.
ان ايران أصبحت تمثل للكثيرين – حتى المختلفين معها في بعض القضايا الفكرية – تمثل لهم تجربة ملهمة و نموذجا يقتدي و يحتذى ، ومخطئ من لاينظر للتجربة بكلياتها ويجتزئ مايلبي رغباته و اهتماماته المحدودة و القاصرة.
ان التجربة الإيرانية بخبراتها العملية المتراكمة، ومعاركها المتعددة المجالات والاتجاهات قدمت اجابات لكل الأسئلة التى ظن البعض انها تحرج اطروحة الحكم الإسلامي وتدخله في متاهة فكرية تجعل بعض البسطاء ينخدعون بدعايات العدو فينساقون معه خلف قوله ان الاسلام غير مؤهل لابراز تجربة حكم تتكئ على ثوابته الفكرية وتتعاطي مع العصر بلغته وتستخدم كل الياته فتنجح في ميدان التفوق العلمي والاقتدار العملي دون ان يكبلها اعتقادها وتصورها الديني عن اللحاق بركب العالم الحديث بل تبزه وتتفوق على كثير من دوله وتقدم نموذجا ناجحا على مستوى الممارسة السياسية وبناء المؤسسات الراسخة والتفوق علميا على كثيرين واخلاقيا على الجميع ، مما يعطي دافعا لكل رافع لشعار الحكم الاسلامي ان يعتز بالتجربة الإسلامية ونجاحاتها المضطردة في كل مجال.
سليمان منصور