أخبار السودان :
التصرفات الخاطئة للجيش تضر بالبلد
الجيش – اي جيش – يلزم ان يراعي الضوابط ، ويبتعد عن ما يثير الحنقوالفرقة ، ويحافظ على مسافة واحدة من الجميع ، حتي يصبح في موقع يصح ان نطلق عليه جيشا قوميا ، يحظى بقبول الناس كل الناس ، ويشعر الجميع انه جيشهم ويمثلهم. ، لكن ان يستعدي الجيش ، او لنقل بعض المتنفذين ان يستعدوا جماعات من المواطنين فقط لانتماءاتهم القبلية والمناطقية فهذا خطأ فادح ، يضر البلد ، ويسهم في زيادة التوترات ، وتأزيم الاوضاع.
وقد قرأنا قصصا مختلفة عن تصرفات خاطئة وغير مقبولة قام بها الجيش ، وساهمت هذه التصرفات الخاطئة في زيادة نفور الناس منه ، وبالذات في المناطق التي يشكل وجود بعض القبائل فيها اغلبية كاسحة ، فالجيش او الاستخبارات يحكمون مباشرة وبلا تردد على من ينحدر من قبائل الرزيقات والمسيرية مثلا بانه خائن ، ويمثل إمتدادا للعدو ، وبمجرد التعرف على هوية بعض الشباب يتم القبض عليهم ، وتعذيبهم ، والتفنن في ذلك ، وصولا الى قتلهم احيانا ، وقد حدث هذا الاستهداف الممنهج والظالم لبعض شباب المسيرية مثلا ، اذ تعتبرهم قيادات الجيش متمردين الى ان يثبت العكس ، وفيهم التجار العاديين الذين لا علاقة لهم بالحرب ولا الاتتماءات السياسية ، لكن الاستخبارات تلقي القبض عليهم وتصادر امتعتهم وبضائعهم ، وتمضي ابعد من ذلك ، وهي تشن عليهم عدوانا لايتحرج من الإساءة اليهم ، بل حتي القضاء عليهم ، فماذا ننتظر من اناس في هذه المناطق غير ان يقفوا ضد هذا الجيش المجرم واستخباراته الظالمة؟
قبيلة المسيرية مثلا قبيلة كبيرة ، ولها امتدادات في مساحات شاسعة في الوطن ، وان وجودها بشكل مركز في كردفان ودارفور جعل بعض شباب هذه القبيلة يستشعرون انهم مستهدفون بشكل منظم من الجيش واستخباراته ، الأمر الذي جعل اعدادا منهم تمضي الى طريق الحرب ، وتنضم بشكل رسمي ومباشر الى قوات الدعم السريع ، كرد فعل على تصور الجيش الغير مقبول وتصرفاته الخاطئة.
وكنا قد سمعنا من قبل عن فتيات من قبيلة الرزيقات تم اعتقالهن في بورسودان ، وعذبن بتهم لا اساس لها ، اذ اعتبرهن جهاز الامن انهن ضمن عملاء الدعم السريع وهذا كلام باطل جملة وتفصيلا.
وفي ولاية غرب كردفان اشتكي مواطنو ابوزبد من تصرفات خاطئة جدا وغير مقبولة قام بها الجيش ضد ابنائهم ، اذ لم يكتف فقط بمصادرة ابقارهم وإنما عذب البعض وقتل اخرين ظلما وعدوانا ، هذا غير ان احد ابناء المسيرية المقيمين في شرق السودان جاء في زيارة للبلد من الاغتراب ومنذ خروجه من مطار بورسودان اعتقل وصودرت ممتلكاته وحتى جوازه مما افقده فرصة السفر ، ومثل هذه التصرفات تجعل من هؤلاء المظلومين اقرب للدعم السريع بل يمكن ان ينضموا اليه مائة بالمائة وهذه الاخطاء الاستراتيجية تضع الجيش في خانة العدو لشعبه.
سليمان منصور