أخبار السودان :
لابديل للسلام الا السلام
منذ ان اندلعت هذه الحرب اللعينة في الخامس عشر من ابريل والبلد تمضي من سي الى اسوأ ، فهي اصلا كانت تمر بظروف قاسية ، وجاءت الحرب لتزيد من الازمات ، وتفاقم من معاناة الناس ، وطرفا الحرب يمضيان في مسارهما يقتتلان دون مراعاة لنداء الناس بضرورة الاتفاق على إنهاء الحرب، اذ ان اي يوم يمر دون وقوف القتال يعني المزيد من التأزيم للبلد ، وافقار الناس بل قتلهم.
ومع مرور الايام تتزايد الدعوات لإيقاف الحرب ، وتتسع القاعدة الجماهيرية الداعمة لهذا التوجه ، مقدمة ادلة منطقية على صحة هذا النداء ، وقد رأينا بام العين مدي الضرر الذي لحق بالبلد ، بل عايشنا مع كثيرين تفاقم الازمة، وعناء المواطنين كل ما تواصلت الحرب.
واذا نظرنا اليوم الى المعارك التي تدور حول خزان جبل اولياء مثلا ، نعرف مدي الخطر الذي يمكن ان يتهدد العاصمة اذ يمكن محو اغلبها من الوجود ان لم تكن كلها ، اضافة الى مناطق اخرى على ضفتي النيل الرئيسي شمالا حال اقدم اي من المتصارعين على ارتكاب حماقة شبيهة بما حدث لكبري شمبات ، والتي يدعي اي طرف ان الاخر هو الذي ارتكبها ، ولن نستطيع قبول كلام اي واحد منهما فهما معا كاذبان ، ولايثق فيهما غالب الناس ، بل ان كثيرين يجزمون انهما بلا اخلاق ، وينعدم عندهما الضمير الوطني ، ولا تحكمهما اية اسس اخلاقية ، وبينهما وبين الانسانية قطيعة ، ومن كان بهذا الوصف يمكن ان يرتكب لاسمح الله
خطأ يصعب تدارك اثاره ومعالجة ما ينتج عنه ، لذا فان اهمية تجنب هذا الخطر جعلت الكثيرين ينضموا الى دعوة ايقاف الحرب ، فهل ياتري يسمع المتصارعون مايطلبه منهم المواطنون؟ نأمل ذلك.
ان السلام هو امل الجميع ، ويبقي هو الخيار الوحيد ، وليس هناك بديل للسلام الا السلام.
نشطاء يرون ان الأمر ليس بهذه البساطة ، ويقولون ان الطرفين سيتقاتلان إلى أن يفني كل واحد صاحبه ثم نصحو وقد وجدناهما قتيلين فنشرع في تأسيس دولتنا المدنية وجيشنا الجديد بعقيدة عسكرية تصون الدستور والمواطن وتدافع عن نظامنا الديمقراطي.
اخر علق بقوله قبل أن يفنيا بعضهما ستفني كل البنية التحتية. جسور ومبان حكومية . مستشفيات .. مصانع ..الخ
ان استمرار القتال يزيد من عدد القتلى ويدمر البنيات التحتية وأموال المواطنين وإمكاناتهم الاقتصادية ، هذا غير شبح الحرب الأهلية وتفكيك البلد إلى دويلات متناحرة لذا فان اي
دعوة للسلام تبقي هي الخيار الاول بل ليس هتاك خيار غيره.
سليمان منصور