أخبار السودان :
مناشدة اطباء بلا حدود لاطراف صراع السودان
لايمكن اغفال الحالة الحرجة والمتدهورة التي باتت تعيشها الاوضاع الصحية في السودان منذ اندلاع الصراع الحالي في الخامس عشر من شهر ابريل المنصرم ، هذا النظام الصحي الذي كان مهترئا في الاساس تعرض لنكبة كبرى بسبب هذه الحرب اللعينة ، ويمثل الاصرار على استمرارها جرما قائما بذاته ، ويصعب على متبني هذا الراى تبريره مهما كانت اسبابهم التي يطرحونها .، وتبقى معاناة الناس هي المتزايدة ، وجرائم طرفي الصراع هي الواضحة.
ونعلم ان مستشفيات كثيرة خرجت عن الخدمة ، ونقصا حادا في الدواء واجهته البلد نتيجة النهب والاعتداء المنظم على مخازن الامدادات الطبية
وحتى الصيدليات الخاصة التي تعرضت لعمليات نهب كبرى غير مسبوقة أسفرت عن ما ال اليه هذا الوضع.
هذه الحالة المتردية والتقص الحاد في المستلزمات العلاجية ازمت الوضع المأزوم اصلا ، وفاقمت من معاناة الناس ، ودعت منظمة أطباء بلا حدود الى مناشدة كل مؤثر الى العمل على ايقاف الحرب وتمكين الطواقم الطبية من تقديم خدماتها للمواطنين وتيسير السبل للطواقم المعالجة من الوصول الى مراكز تقديم الخدمة دون وضع عقبات وعوائق تحول بينهم وبين اداء دورهم الانساني المنوط بهم القيام به ، وتقديم رسالتهم التي يجب ان لا تعيقها التباينات السياسية ولا حتي النزاعات المسلحة ، كهذا النزاع المدمر الذي تعيشه بلادنا المكلومة.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود في بيانها السلطات السودانية لإزالة العوائق أمام الطواقم الطبية والانسانية والإمدادات ، متحدثة عن وصول مرضى يعانون من إصابات خطيرة إلى مستشفى بشائر، وهو المستشفى الوحيد الذي يمكن الوصول إليه في جنوب الخرطوم ،
حيث افادت التقارير ان الحرب ادت الى تعطل عمل 70% من مرافق الرعاية الصحية، ويواجه النظام الطبي بجانب تأثيرات الحرب تزايداً في الأمراض المعدية ويندفع الى حافة الانهيار.
وعقدت أطباء بلا حدود الخميس مؤتمرا صحفيا خصصته للأوضاع في السودان، وطالبت في بيانها السلطات السودانية السماح للناس بالحصول على المساعدات دون معوقات.
وشددت على أن الاستجابة الإنسانية التي تُقدمها تتعرض للعراقيل ، بسبب العقبات البيروقراطية والإدارية الكبيرة التي تفرضها السلطات.
وأجملت العراقيل في القيود المفروضة على تحركات الموظفين ورفض تصاريح السفر ، فضلا عن التأخير في السماح لعبور اللوازم والإمدادات الطبية ، علاوة على حظر الإمدادات الجراحية.
وأكدت المنظمة على أن النظام الصحي يُعاني من ازدحام في غرف الطوارئ ، حيث تصل أعداد كبيرة من المصابين بجروح تهدد حياتهم إلى المستشفيات ، ما يجعل الطاقم الطبي لا يملك خيارات علاجهم سوى البتر.
ويُعاني السودان من نقص حاد في الأدوية، بينما المتوفر منها اسعاره مرتفعة بما لا يتناسب مع دخل معظم السودانيين الذين فقد معظمهم وظائفهم وأعمالهم.
سليمان منصور