أخبار السودان :
اطفال سوريا يستصرخون الضمير العالمي
ليس من مبرر مطلقا ما يصر عليه العالم الغربي وبعض العرب من فرض حصار يستهدف الشعب السوري المظلوم الذي يدفع بكل اسف ثمن مواقف لا شان له بها ، فالخلاف بين النظام الحاكم في سوريا وبين الانظمة الغربية وبعض من يمضي معها من انظمتنا ، هذا الخلاف بغض النظر عن الحديث حول من المحق فيه ، فان الشعب السورى المظلوم ، وبالذات الاطفال يعيشون اوضاعا بالغة السوء والتعقيد ، وهم بهذا الوضع انما يتعرضون لعقوبات دون ذنب جنوه ، واليوم وقد بلغت مأساتهم حدا لا يحتمل فانهم يستصرخون الضمير الحي ان يساهم في تخفيف مأساتهم.
ونقرأ في الاخبار انه بسبب سوء التغذية فان نسبة التقزّم بين الأطفال السوريين من الأعلى عالمياً.،
وخلصت نتائج المسح الذي أجرته وزارة الصحة السورية، إلى أن نسبة قصر القامة الشديد بين الأطفال أيّ التقزّم وصلت إلى 12.6%، وهي من النسب العليا عالمياً، بحسب الدكتورة سحر إدلبي أمين سر جمعية أطباء الأطفال السورية التي تقول: “من خلال حديثنا مع الأهالي، تبيّن لنا أن التغذية التي تلقّاها الأطفال في مراحل عمرهم الأولى كانت سيئة من ناحية الإرضاع الطبيعي، أو التغذية التكميلية التي يجب أن يحصل عليها الطفل بعد عمر 6 أشهر، لعدم جدواها وافتقارها للمعادن والطاقة، على سبيل المثال بعض الأمهات اللواتي لم يحصلن خلال فترة حملهن على التغذية المتوازنة اللازمة، اكتفين بإعطاء أطفالهن الخبز والشاي”.
وتعتبر السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل هي الأهم لجهة التغذية لأنها أساسية لنموه، فأيّ خسارة تصيبه في تلك المرحلة سوف يصعب علاجها أو تعويضها لاحقاً، وهو ما تشرحه الدكتورة إدلبي: “أظهرت مخططات النمو المعنية بمراقبة طول الأطفال في بلادنا، أن الطول المثالي لهم أقل من اللازم، والسبب الأهم هو سوء التغذية في مرحلة الطفولة الأولى، فتأثير الغدد لا يشكّل سوى 5% من الأسباب، كما أن الأسباب الوراثية، وعلى الرغم من تأثيرها المباشر، لا تؤثّر إلى الدرجة التي يكون فيها طول الطفل تحت المعدل بفارقٍ كبير، ما يؤكد أن نقص النمو يأتي بفعل ضعف التغذية، وعدم تأمين الاحتياجات الأساسية للطفل، من طاقة ومناعة، خاصةً إذا لم يستوفِ الطعام جميع العناصر الضرورية، أو اقتصر على نوع معيّن من العناصر الغذائية”.
وتكمن الخطورة الأكبر في ظاهرة صامتة تغيب عنها أي من المظاهر التي توحي بإصابة الطفل بمرض ما، أو شكوى من شعور بأيّ آلام وأوجاع أو ما يطلق عليه “الجوع الخفي” الذي تعرّفه الدكتورة إدلبي بأنه: “حشو البطن من دون أيّ فائدة، بحيث يبلغ الطفل حدّ الإشباع ويأخذ بعض الطاقة، لكن من دون أن يحصل على أي نمو حقيقي بسبب غياب العناصر اللازمة لذلك، ما سيؤدي حتماً إلى نقصان في الوزن والطول، والنتيجة على المدى البعيد مناعة ضعيفة وقدرات عقلية وجسدية أقل”.
وتجزم استشارية الغدد والنمو والسكري السابقة في مشفى الأطفال بدمشق، أن تأثير الحرب والكوارث الطبيعية وما سبّبته من فقر شديد وفقدان للمواد الأساسية والضرورية، أدى لعدم حصول الأطفال على الغذاء “ما وضعنا في سوريا أمام شريحةٍ كبيرة من الأطفال تعاني من هزالٍ شديد ويلزمها الكثير من الإمكانيات والجهد للعلاج”.
وعلى الرغم مما تقدّمه المنظمات الدولية في المراكز الحكومية من مواد داعمة للنمو، كمسحوق الفيتامينات وزبدة الفستق، خصيصاً لمن هم في مراحل الطفولة الأولى، إلا أننا “نحتاج لجهودٍ كبيرة وتكاتفٍ من قبل جميع المعنيين، لأننا أمام حالاتٍ مرضية، وللوقت تأثير كبير ومباشر في علاجها” بحسب إدلبي.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في آذار/مارس الماضي، من أن اثني عشر عاماً من الحرب، والزلازل المميتة الأخيرة، تركت ملايين الأطفال في سوريا بخطر متزايد من الإصابة بسوء التغذية.
وفقاً لتقديراتها، فإن أكثر من 609,900 طفل دون سن الخامسة في سوريا يعانون من التقزّم الذي ينجم عن نقص التغذية المزمن، ويسبّب أضراراً بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها، ويؤثّر على قدرتهم على التعلّم وإنتاجيتهم في مرحلة البلوغ.
وأكدت المنظمة أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال السوريين في ارتفاع مستمر، فقد ازداد عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-59 شهراً، والذين يعانون من سوء التغذية الحاد، بنسبة 48% من عام 2021 إلى 2022.
واعتبرت اليونيسف أن ارتفاع الأسعار وعدم كفاية الدخل في سوريا، يجعل ملايين العائلات تكافح لتغطية نفقاتها في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، إذ إنّ 90% من السكان السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ما يؤثّر سلباً على نظام أطفالهم الغذائي.
وذكرت المنظمة في بيان لها، أن أكثر من 3.75 ملايين طفل في جميع أنحاء البلاد كان يحتاج إلى مساعدات غذائية قبل الزلازل، وتوقّعت أن يتفاقم الوضع وتزداد صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية والتغذوية الأساسية، في نهاية عام 2023.
سليمان منصور