أخبار السودان :
بعض من جوانب قبح الحرب
لايمر يوم الا وتتكشف بعض جوانب القبح في مآسي هذه الحرب اللعينة التي يدفع الناس ثمنا باهظا لاستمرارها ، وتتأكد كل يوم اهمية وقفها فورا لانهاء هذا العناء والبؤس الذي لايلقى له المتحاربون بالا بكل اسف.
ومن صور هذه المعاناة هذا التردى البالغ في البيئة والوضع الصحي الحرج في بعض المناطق ، ففي منطقة شرق النيل بولاية الخرطوم مثلا هناك عدد من الاصابات بمرض الكوليرا ، وهو من الامراض الخطيرة التي تترتب عليها نتائج بالغة السوء خاصة في ظل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها المواطنون.
وهناك ولايات – وبالذات ولايات الوسط – تنتشر فيها الملاريا التي يمكن ان تتحول إلى وباء قاتل في ظل انهيار القطاع الصحي وعدم مقدرة الكثيرين على توفير الغذاء الخاص الذي يسهم في تخفيف اثار المرض وتقوية المناعة.
من جهة اخرى يعاني كثير من النازحين في عدد من مراكز الايواء من انتشار مرض جلدي معدٍ في مركز إيواء بشرق السودان
ويسيطر قلق بالغ على مجموعة من الأمهات في مركز إيواء بمدينة بورتسودان ، جراء انتشار مرض جلدي معدى أصاب 11 طفلًا خلال أسبوع واحد، وسط غياب كامل لوزارة الصحة.
وتعيش النساء في معسكر بيت الشباب بحي سلبونا، أوضاعا معيشية متردية من الجوع والمرض بسبب انقطاع الإمداد الغذائي من قبل المنظمات المحلية والعالمية لأكثر من شهرين، بجانب تردي البيئة وتراكم النفايات وانقطاع الكهرباء عن المقر قرابة الشهر.
وقالت النازحة مناسك عمر، لـ “سودان تربيون إن أبنها أصيب بالمرض الجلدي المعدي، بعد التقاطه العدوى من داخل المعسكر.
وأشارت إلى أنها أخطرت مجلس رعاية الطفولة بحالات المرض الآخذة في الانتشار، كما أبلغت عدد من الجهات دون أي تدخل، على الرغم من أن الاطفال يعانون من سخونة الجو وتراكم الذباب.
وقال المجلس القومي لرعاية الطفولة لـ “سودان تربيون”، أنه أبلغ وزارة الصحة بتلك الحالات ووعدت بإجراء اللازم.
ويضم معسكر بيت الشباب 488 إمراه بينهن سوريات وسودانيات ويمنية وفرنسية، حيث كان المعسكر خاص باللاجئين السوريين، قبل أن تنضم اليهن سودانيات نزحن بسبب الحرب.
وعلى صعيد الاوضاع المعيشية القاسية، أكدت وفاء عصام سورية الجنسية لـ “سودان تربيون” من داخل معسكر بيت الشباب فرع سلبونا، على أنها “تعيش على وجبة واحدة خلال اليوم، تحصل عليها بمجهود ذاتي.
ولفتت إلى أن المعسكر، لم يتلق أيّ مساعدات منذ أشهر طويلة، عدا من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” التي تلتزم بوجبة إفطار للأطفال.
وشكت وفاء عصام سوء الحال، قائلة “لا نستطيع تلبية ابسط احتياجاتنا كنساء.. لأننا لا نملك قيمة ما نحتاج”.
وتابعت: “شركة الكهرباء سجلت مخالفة على المبنى بقيمة 700 ألف جنيه وبناء على ذلك تم قطع الكهرباء لفترة طويلة، عانينا فيها من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة”.
وتنصب داخل مقر بيت الشباب خيم لليونيسيف، حيث رصدت “سودان تربيون”، توزيع المنظمة الأممية وجبة إفطار للأطفال عبارة عن مكرونة بالصلصة لاقت انتقادا واسعا من الامهات بعد رفض أطفالهن تناولها.
وقالت أماني، وهي ام لعدد من الأطفال، إن الوضع بالمعسكر مزر للغاية، حيث يفتقد أبسط مقومات العيش، وانهم يعانون من المرض والالتهابات نتيجة للبيئة المتردية.
وأضافت ان نُصاب بالمرض، فهذا أمر طبيعي في ظل تعطل الصرف الصحي الذي تفوح منه روائح كريهة، مما يجعلنا نلجأ لقضاء الحاجة عند الجيران وهو امر صعب للغاية اثناء الليل.
وأكدت وصول مواد عينية من الهلال الاحمر السوداني، عبارة عن حبوب وكمية مقدرة من الزيوت، مشيرة إلى أنهن يجدن صعوبة في طحن الحبوب، كما أنهن في حاجه للفحم حتى تحويلها إلى وجبة في ظل عدم امتلاكهن الأموال لشرائه.
ولاحظت “سودان تربيون”، عدم الاهتمام بنظافة المعسكر مع انتشار كثيف للذباب، وهو ما عزته أماني لعدم امتلاكهن المال لشراء الصابون وأدوات النظافة، كما أن المياه القليلة يتم الاحتفاظ بها للشرب.
وتواجه ولاية البحر الأحمر أزمة مياه مزمنة حيث تعتمد المدينة في العادة على محطات التحلية الصغيرة، ومع اكتظاظ العاصمة بورتسودان بالوافدين تتفاقم المعاناة في الحصول على المياه النقية.
سليمان منصور