أخبار السودان :
التدمير الممنهج للبني التحتية جريمة حرب
تابع السودانيون وغيرهم الأسلوب الغير اخلاقى ولا قيمي ولا مسؤول لطرفي الحرب وهما يدمران معا البني التحتية للبلد ، ويرتكبان جرائم ترقي الى مرتبة الوصف بجرائم الحرب وتعاقب عليها كل القوانين وترفضها كل الدول والهيئات ، لكن ماذا نقول عن صمت العالم عن ادانة التدمير الممنهج الذي تتعرض له مؤسسات الدولة في السودان ، حيث شهدنا بعد تخريب وحرق عدد من المصانع والمؤسسات الصناعية والاسواق واتلاف خطوط الانتاج وغيرها من الموبقات ، شهدنا حرق واتلاف السجلات الرسمية للمحاكم والاراضي والمصارف ومحاولات تدمير القواعد الاساسية للسجل المدني ، واضاعة معلومات هامة جدا ترتبط بها حياة الناس في مختلف المجالات ، مما يعني ان هذا الاتلاف لم يأت صدفة ، وإنما تقف خلفه جهة تعرف ماذا تفعل ، وتخطط للوصول الى نتيجة معينة تعرف مدي تاثيرها على الناس في ما بعد.
وقد انتقل المتحاربون الاسبوع الماضي الي تدمير مقصود لابراج كبيرة وضخمة ، تمثل في حد ذاتها قيمة رمزية، ناهيك عن ما تحويه من معلومات، ترتبط بمصالح الناس ، ويمكن ان لا تتوفر بالسهل، وقد يصعب جمعها من جديد ، لكن دعونا نشير الى هذه المباني وتدميرها ، فهذه الابراج تحوى العديد من السيرفرات مثلا ، وهذه سوف تنتهي ، ولن يكون ممكنا الافادة منها واستعادة هذه الداتا المفقودة ، خاصة مع عدم عمل البعض بما يقتضيه الاحتياط ، والاحتفاظ بنسخ اخرى خارج هذه المباني ، او حتى خارج الخرطوم ، وهذه الخسارة من المؤكد انها لا تعوض بثمن.
وهذه الابراج التي دمرت مؤخرا مكونة من هياكل حديدية (برج النيل مثالا) ، ومن المعروف ان حرقها يغير خصائص الحديد ، وكل فيزياء المبني ايضا تتغير ، لذا لن يكون قابلا للاصلاح والترميم ، وانما يلزم ان يتم تفكيكه وهدمه واعادة تشييده من جديد.
وهذا يعني ترتيب خسائر ضخمة جدا على البلد ، وسيكون الاعمار خصما على البلد ككل.
سليمان منصور