أخبار السودان :
سوريا تموت جوعا والعرب يتفرجون
لا اخلاق ولا رحمة ولا انسانية ، هذا لسان حال عدد كبير من أبناء الشعب السورى وهم يعيشون ظروفا سيئة جدا من الفقر وانعدام المعينات الاساسية للحياة من طعام وعلاج ، والأسوأ من ذلك احساس ارباب الاسر بعجزهم عن فعل شي ينقذ اطفالهم وهم يتضورون جوعا ويعيشون لحظات قاسية.
ويتداول الناشطون صورا مختلفة من المعاناة التي يكابدها السوريون في ظل الغلاء الطاحن وانعدام فرص العمل وضعف المداخيل مما يضاعف من تعب السوريين ويعمق ازمتهم في وقت يصرف فيه العرب والمسلمون مبالغ طائلة جدا في العبث واللهو وقضايا ليست ذات بال ، ولو ان الجزء القليل جدا من هذه الأموال العربية المهدرة صرفت على مساعدة السوريين لتغير حالهم الى الاحسن كثيرا.
دعونا نقرأ نموذجا لهذه المعاناة الصعبة لاهلنا في سوريا :
تجلس نور – الشابة العشرينية – على درج مدخل إحدى البنايات وبين يديها ثلاثة أوراق من فئة الخمسة آلاف ليرة سورية، تفكّر ملياً ماذا ستشتري، فقائمة احتياجاتها كثيرة وكلّها “أولويات وليست رفاهيات ، وتقول نور أعاني من فقر دم شديد نتيجة سوء التغذية، شخّصني المشفى الحكومي مجاناً، لكن من أين لي بالأدوية، سعر دواء الحديد يعادل أسبوعي عمل، ولا يمكنني التعويض من أي مصدر غذائي ، هل تصدّقون أنني لم أتذوّق اللحم منذ عام ونصف العام، وولدي ذو الأربع سنوات لا يعرف الفرق بين الموزة أو الجزرة؟!”.
وتعيش الأم مؤخّراً حالة قلق شديد، بعد أن اكتشفت إصابة رضيعها بسوء تغذية حاد، تبيّن من خلال وزنه الخفيف الذي وصل إلى 8 كغ فقط، ومقياس الذراع الذي أشار إلى الرقم 10 الملوّن بالأحمر والذي يعني أنه وصل إلى مرحلة الخطورة وتقول: “أنا أصلاً لم أستطع أن أتغذّى جيداً في فترة الحمل، وجسمي بسبب ذلك لا يساعدني على الإرضاع بما فيه الكفاية، أما الحليب الاصطناعي فهو غير متوفّر، ناهيك عن سعره المرتفع جداً، لذلك أستعين بالنشا المطبوخ مع السكر، أو الشاي والأرز المطحون، ندير أمورنا بما نحصل عليه من المساعدات الغذائية، وما يعطينا إياه المركز الصحي من مكمّلات، عسى أن تتحسّن الأحوال يوماً ما.
سليمان منصور