أخبار السودان :
غزالة بنت عمار نموذج نضالى مشرف
عرف الاستعمار بشكل عام بالصفاقة وسوء التعامل مع الثائرين والناشطين المناهضين له ، في اي بلاد احتلها ، وقاد اهلها مقاومة ضده لنيل حريتهم واستقلالهم ، وكثيرة هي النماذج على صلف المستعمر وسوء فعله وقبح تعامله مع الثوار ، فقصص عمر المختار في ليبيا مع الطليان ، وعبد القادر ود حبوبة في السودان مع الانجليز ، وجميلة بو حريد في الجزائر مع الفرنسيين ، هي بعض نماذج من الصور السيئة لتعامل الاستعمار مع اهل البلدان التي احتلها ، ومن المؤكد ان هناك الكثير من النماذج التي يمكن ايرادها والحديث عنها في هذا الباب ، ولكننا سنكتفي في هذه المساحة بتسليط الضوء على نموذج نضالى مشرف من وجوه الثورة الجزائرية القوية على الاستعمار الفرنسي الفاشي المجرم.
انها الثائرة الكبيرة والرمز النضالى المشرف غزالة بنت عمار ، التي ٱبتكرت ٱسلوبا جديدا في حماية شرف النساء ابان الثورة الجزائرية ، وتصدت بقوة للفرنسيين قي سعيهم المستمر للاعتداء على الجزائريات ، لكسر ارادتهن ، واذلال الجزائريين بالعدوان على عروضهم ، لكن المناضلة العظيمة غزالة بنت عمار كانت حاضرة للدفاع عن نفسها وأخواتها ، وبأسلوب جديد ومبتكر لم يخطر على بال احد.
دعونا نتعرف على اسلوب هذه الثائرة ، اذ يحدثنا التاريخ ٱنها كانت بمجرد سماع هدير سيارات العدو الفرنسي تصعد مباشرة الىٰ سطح منزلها ، و تصيح على النساء ، فيأتين إليها راكضات نحو فناء الدار ، حيث تجتمع الكثير من النسوة من سن 07 الىٰ 60 سنة ، وتمسك كل واحدة منهن بيد الإخرىٰ ، ويتحولن الىٰ كتلة بشرية واحدة ، فإذا حاول الجنود الفرنسيون سحب واحدة منهن امسكت عشرات النساء ببعضهن وشكلن دائرة مغلقة مع بعض ، ويكون ذلك حائلاً دون الإعتداء عليها ، كما ٱنها ٱبتكرت عصير البصل الذي يوضع في زجاجات ترش به المرأة جسدها عند ٱقتراب العدو ، وايضا تلطخ المرأة وجهها و ٱطرافها بالفحم المتراكم علىٰ القدور المصنوعة من الطين ، ومن ٱثار دخان الحطب. ومنهن من كانت تركض للإسطبل وتلطخ وجهها و ملابسها بروث البهائم و الوحل فينفر الجند منهن.
وعندما ٱكتشف العدو الفرنسي بأنها هي الممثلة للثورة في غياب الرجال.
قصدها ضابط كبير في قوات الاحتلال وحطم قفص صدرها بكعب رشاشة فاستمرت ثلاثة ٱيام تتقيأ الدم الىٰ ٱن فرغ جسدها منه و لفظت ٱنفاسها شهيدة.
انها المرأة الحرة بنت جبال الإوراس المناضلة الشهيدة غزالة بنت عمار التي لم تخش سطوة وجبروت المحتل وقادت الثورة ضده لحماية الجزائريات وصمدت الى ان نالت الشهادة وهي رافضة الرضوخ والاستسلام والذلِ مواجهة عدوها في قوة وثبات ، وكانت الصرامة واضحة جدا على قسمات وجهها ، حتي ان بعض الجنود يتهيبون التحديق في وجهها لقوة نظراتها وشدة شكيمتها، وينقل ان المصور الفرنسي الذي إلتقط لها صورة كتب في مذكراته لم ٱخف في حياتي كلحظة إلتقاط الصورة لهذه المرأة في الإوراس البطلة المقاومة الشهيدة غزالة بنت عمار
انها احدي النساء اللاتي يحق لكل حر ان يفخر بهن على مر التاريخ.
سليمان منصور