أخبار السودان :
طلال سلمان مقاوم صلب ومناضل جسور
غيب الموت امس الاول رجلا كبيرا ، فاق كثيرا من اقرانه والسابقين ، في صلابة الموقف ، ووضوح الرؤية ، والبعد عن الصغائر ، والترفع عن ما يعرقل مسيرة النهضة ، وكل ما يفت في وحدة الامة ويخدم العدو ، بتفكيك جبهة التصدي له ، والابتعاد عن كل ما من شانه ان يثير الفتنة ، و يزيد من الافتراق ، ويباعد بين مقاومي الاحتلال والاستكبار ، وحتى الاستلاب الفكري والثقافي.
كان الراحل الكبير الاستاذ طلال سلمان يتبني وحدة الامة ، ويعمل من أجل ذلك بلا تردد او وجل ، معتبرا ان معارك اي جانبيه تصرفه عن تحقيق هذه الغاية ليست الا عملا خبيثا ، يصب في مصلحة العدو ، سواء عرف من يثيرون الشقاق و يثيرون الخلاف انهم في صف العدو ويخدمونه ، سواء علموا ذلك ام لم يعلموا ، فهم واقعون في الخطا ، ويجب تنبيههم ، اوالابتعاد التام عن الاحتكاك بهم ، والدخول معهم فى في اي صراع.
الراحل الكبير هو رائدُ الصحافة المكتوبة بجدارة ، واستاذ الاجيال ، وصاحب القلم الرصين ، والموقف الثابت ، الذي لايداهن ولا يلين ، ففلسطين بوصلته ، وبها يحدد خطه ومساره ، وبها يقيس الاخرين ، وبمدي قربهم منها يصبحوا قريبين منه ، وبحجم مناصرتهم لها يستحقون مناصرته وتاييده ، ففلسطين هي الميزان والمعيار الذي به يتم ضبط ومقايسة ومعايرة مواقف الناس.
الراحل الكبير استاذ الصحفيين الاحرار ، ظل يؤكد في كل حدث على ثبات الموقف ، وعدم الرضوخ لاي ضغوط تريد ان تحرف مسيرته عن خطه الذي تبناه وعمل به.
دافع عن عروبة بلاده ، رافضا بشدة اي محاولة لعزل لبنان من محيطه ، وكان الراحل مقاوما كبيرا صادعا برايه ، مسخرا قلمه للدفاع عن المقاومة ورد كيد الاعداء والمتربصين
بمشروعها ، مدافعا عن المقاومين وجهادهم لتحرير الارض. وظل يتصدي لاعراب التطبيع الذين خذلوا امتهم وباعوا المجاهدين بالانخراط في صف الصهاينة المعتدين المجرمين.
عُرف عن الراحل سلمان التزام قضايا الوطن والناس والأمة طوال مسيرته المهنية ، التي كانت زاخرة بتغطية الأحداث السياسية، وبالمؤلفات والمقالات والمقابلات مع شخصيات لبنانية وعربية مهمّة، بحيث كان رافعاً على الدوام “صوت الذين لا صوت لهم”. وظلّ متمسكاً بقضايا بلده لبنان، وبالقضايا العربية في وجه الهيمنة والاستعمار، على الرغم من كل الظروف والاعتداءات ومحاولات الاغتيال.
سليمان منصور