أخبار السودان :
لاشك في اجرام الطرفين
فظائع وفجائع ارتكبها الطرفان المتحاربان ، وليس من العدل والانصاف في شي غض الطرف عن اجرام هذا او ذاك فكل ما يقع من ظلم وانتهاك مرفوض جملة وتفصيلا بغض النظر عن الجهة التي وقع منها التجاوز وارتكبت الظلم.
مؤيدو الجيش يسكتون عن ادانة تجاوزاته بل يحاولون التغطية عليها وربما تبريرها بحجة ان الظرف لا يسمح بادانة الجيش وتوجيه الانتقاد له لان ذلك يعتبر طعنا له من الخلف وتاييدا لعدوه ، ويزعم القائلون لهذا الكلام الخاطئ ان الاصلاح ممكنا والمحاسبة ستاتى بعد الانتهاء مما اسموها معركة الكرامة ، وتراهم يوغلون في الطريق الخاطئ بتخوين كل من ينتقد الجيش وهذا لعمري الشطط التام والبعد الكامل عن العدل والانصاف.
في المقابل يقع مناصرو الدعم السريع في نفس اخطاء مؤيدي الجيش بل هؤلاء خطيئتهم اشنع وهم ما بين منكر لارتكاب الدعم السريع لابشع التعديات وهي من اوضح الواضحات حتى انها لاتحتاج الى دليل يدل عليها او راية تشير اليها ، وهناك من يزعمون ان متنكرين في زي الدعم السريع عمدوا الى الاعتداء والسرقة والاتلاف لتشويه صورته ، وكان هذه اامجموعة الارهابية المجرمة سيئة الذكر بحاجة الى تشويه صورتها ، او كان لها جانبا حسنا يريد البعض تصويره بعكس الحقيقة.
ما يلزم ان يقول به اي منصف ان الجيش والدعم السريع يمارسان الاجرام وينتهكان الحرمات ويتجاوزان الحدود ويرتكبان المنكرات ، وان الوقوف في صف المجرم وتاييد ماهو الا ارتكاب لنفس اجرامه بنفسه جريمة. وما يلزم التنويه له هنا والتاكيد عليه ان جرائم الدعم السريع جعلت الغالب العام من الناس يقفون موقفا نفسيا ووجدانيا ضدهم ، ولا يمكن لمؤيدي الدعم السريع المجاهرة بتاييدهم هذا لان الناس لن تقبل مطلقا مواقف كهذه.
ومن المناسب ان ننقل هنا فقرات جميلة ومعبرة في هذا الباب ، وهي لاحد الناشطين ، وهي جديرة بالتوقف عندها والتامل فيها.. كتب يقول :
الامر الذي دعاني الي كتابة عنوان هذا المنشور هو سلوك جنود طرفي الحرب (قوات الشعب المسلحة والدعم السريع) عندما يعثروا علي قتلي الطرف الآخر في ميدان المعركة إذ تجدهم يهللون ويكبرون بصورة جنونية ويطربون فرحا ويمثلون بجثث الطرف الآخر والصدمة الكبري عند نشر هذه الفيديوهات قلما تجد احد المعلقين يشمئز من بشاعة المشهد ويستنكر هذا السلوك المرفوض دينيا واخلاقيا وقانونيا ويتذكر ان هذه ارواح بشرية قد ازهقت ، وان التمثيل بجثثهم حرام حتي ولو كان خصوما محاربين..ولكن وللاسف ينضمون الي الحفلة الدموية هذه بصورة جنونية ويرددون كلمات لا تصدر من نفس بشرية سوية وهي(بل العفن اجغم اكسح امسح) وكل المحتفلين للاسف يرددون كلمة الله اكبر الله اكبر بصورة هستيرية كأن ربهم دراكولا.وليس الله جل جلاله الذي نهي عن القتل والتنكيل بالموتي ونهي وحذر من الفتنة ومن سفك الدماء..وللاسف ان غالبية الرافضين لهذا السلوك هم من انصار الطرف المجني عليه ..وغدا تجد ذات الاشخاص الرافضين للتمثيل بالجثث ينضمون الي حفلة دموية اخري في معركة اخري اذا كان المحتفلون ينتمون للطرف الذي يؤيده..
سليمان منصور