أخبار السودان :
احداث النيجر نموذج لصراع الكبار
تطورت الاحداث بشكل متسارع في غرب افريقيا ، الى الحد الذي اصاب الكثيرين بالقلق من دخول المنطقة مسلسل العنف والاضطراب ، ومنذ مدة ليست بالقريبة والمنطقة تعيش توترا وارتفاعا في تيرمومتر القلق ، بسبب التدخلات الواضحة للكبار في الشان الداخلي ، وادارة بعض صراعاتهم مع بعض بعيدا عن اراضيهم ، حيث يغنمون موارد هذه البلدان ، ويدفع مواطنها الضعيف الفقير البسيط الثمن.
ماجري في النيجر مؤخرا ليس فقط لايخرج عن هذه القاعدة ، وانما هو في جوهره تعبير عن صراع الجبابرة على ارض النيجر ، والسعي لبسط النفوذ على هذه المساحات الشاسعة من الاراضي البكر المكتنزة بالموارد ، وقد راي العالم اجمع جشع واستغلال الفرنسيين وهم ياخذون بشكل مستمر اليورانيوم من هذا البلد الفقير ، وتستفيد فرنسا من يورانيوم النيجر في تشغيل محطات الطاقة عندها ، وبه توفر طاقة نظيفة ورخيصة ، وتولد كهرباء تكفى كل البلد ، بينما مواطنو النيجر المسروقة مواردهم من فرنسا يقبعون في الظلام والفقر والتخلف.
وعلى خلفية الصراع الاطلسي الروسي ، واشتداد المواجهات في اوكرانيا ، وتزامن ذلك مع الاستقطاب الحاد بين القوى الكبرى المتصارعة ، هاهى النيجر تغدو ميدانا يصطرع فيه الجبابرة ، دون ان يهتموا مطلقا بالمواطن المغلوب على امره ، في هذا الوطن المنكوب.
وفي مشهد واضح لتدخل الخارج في الصراع والتاثير على نتائجه ، نقرا في الاخبار ان وفدا من دول غرب إفريقيا وصل قبل ايام الي النيجر للتفاوض مع السلطات الجديدة ، في الوقت الذي يعلن فيه التجمع الاقتصادي لدول غرب افريقيا (إكواس) أن التدخل العسكري سيكون الخيار الأخير المطروح ، وهذا الكلام يؤكد التدخل الخارجي المباشر في الازمة ، وان العالم ومن خلال هذه التجمعات الاقليمية يوصل رسائله ، وان لم تجد نفعا فهناك خطوات اخري يمكن اللجوء اليها ، ومن هذا ما نسب الى فرنسا عن استعدادها الى التدخل العسكري المباشر
وقد رد عليها وبشكل فورى رئيس غينيا الذي قال بحسم :
إذا تجرأ أي شخص على غزو النيجر بسبب الانقلاب العسكري ، فسنعلن حربا ضدهم وسنرسل جيشنا للدفاع عن البلاد
وعلى الخط دخلت روسيا مهددة باتخاذ نفس الخطوات الفرنسية ان استدعى الامر ، وهذا الكلام يوضح بجلاء ان تدخلات من خارج القارة هي التي تؤثر على واقع الأحداث
سليمان منصور