أخبار السودان :
أزمة القيم هي سبب مشاكل العالم
جاءت الاديان تدعو إلى التوحيد واحترام الانسان كإنسان بغض النظر عن جنسه وشكله ولونه ودينه ، فالناس اخوة في الدين او نظراء لبعضهم في الخلق ، كما قال سيدنا على بن أبي طالب سلام الله عليه.
وما مشاكل الناس الان ، وكثرة الحروب والنزاعات الا بسبب ابتعادهم عن القيم والاخلاق ، فالاستكبار عندما يمارس الظلم فإنه يخالف العدالة والانصاف كقيم لابد من مراعاتها ، والناس عندما يكذبون على بعضهم إنما يخالفون الصدق كقيمة ، وبشكل عام ان المشاكل التي يعاني منها العالم الان راجعة في جزء اساسي منها إلى الإبتعاد عن القيم ومخالفتها ، وذلك بالابتعاد عن الدين الذي دعي لهذه القيم وحث على التمسك بها ، لكن الغربيين برفضهم للدين وتحللهم من القيم وعدم التزامهم بها يقعون في هذه المشاكل التي تعمهم وغيرهم ، ويلزم ان نعرف ان صلاح امر الناس لايكون الا برجوعهم عن ما هم عليه من اباطيل.
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أكد على هذه الحقيقة في لقائه بالقاهرة المفوّض السامي للأمم المتحدة لحوار الحضارات ، ميغيل موراتينوس.
وقال الدكتور الطيب انّ الحضارة الغربية مسؤولة عن ما يعيشه العالم من أزمة قيمية وأخلاقية.
وأكد الشيخ انفتاح الأزهر على الحوار مع كل المؤمنين بالأديان والثقافات والحضارات.
الدكتور الطيب قال انّ العالم يواجه حالياً أزمةً شديدة التعقيد ، وهي أزمة إقصاء القيم الدِّينية والأخلاقية عن حياة الناس ، وشدّد على أنَّ هذه الأزمة لا يقع صداها وتأثيرها على صُنّاعها ، ولكنّها ممتدة للإنسانية جمعاء شرقاً وغرباً ، مشيراً إلى أنّ هذه الأزمة هي الأساس في كل ما يتعرض له عالمنا اليوم من صراعاتٍ وحروب.
وأشار شيخ الأزهر إلى أنَّ الحضارة الغربية تتحمل الجزء الأكبر في مأساة الإنسان المعاصر ، حين سعت لإقصاء الدين وتجنيبه عن حياة الناس، وركزت على إشباع رغبات الإنسان، وتعزيز الفكر المادي.
وتحدّث شيخ الأزهر بخصوص معاناة إنسان اليوم ، من نقص الطعام والدواء ، وأزمة تغير المناخ ، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية التي تستهدف تدمير الأسرة ونشر العلاقات خارج إطار الزواج ، وفرض ثقافات شديدة الشذوذ على عالم ومجتمعات لا تؤمن بها ، مشيراً إلى أنَّ العالم اليوم يَستعمر بعضه بعضاً بشكل أقوى وأخطر من أشكال الاستعمار التي شهدها في الماضي
سليمان منصور