أخبار السودان :
أسواق دقلو…تعس البائع والمشتري
من مآسي هذه الحرب اللعينة ان الخرطوم بمدنها الثلاث قد تعرضت لنهب منظم طال بيوت ومتاجر ومصانع الناس وشركاتهم بل كثير من ما يخطر في البال وما لايخطر حتى، وفي غالبها تعرضت للاتلاف المتعمد ، في صورة من أقبح صور تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان ، هذا غير ما تعرضت له مؤسسات رسمية ومكاتب وشركات ومراكز حكومية واهلية من إتلاف وتخريب وسرقة محتوياتها ، كل ذلك حدث وساهم فيه بكل اسف بعض المواطنين في تصرف قبيح غير مقبول ولا مبرر اطلاقا.
هؤلاء اللصوص الذين سرقوا ممتلكات الناس والدولة على السواء فتحوا اسواقا لتداول هذه المسروقات اطلق عليها أسواق دقلو والبعض أسماها سوق الحرام ، وعمد مؤسسو الاسواق الي بيع المسروقات للمواطنين وبأسعار مخفضة ، فتوجه بعض ضعاف النفوس ممن لا وازع لهم ولا ضمير إلى هذه الاسواق ، ومارسوا البيع والشراء في عمل محرم واضح الحرمة لا شبهة فيه.
ومن جميل ما قرأت في تحذير الناس من التعامل مع هذه الاسواق ما كتبه الاستاذ يوسف ابو سن تحت عنوان أسواق دقلو ، إذ كتب يقول :
هي (اسواق دقلو ) امتحان لدين الناس وأخلاقهم ، هي الفيصل بين أن تكون ساعيا للرزق الحلال ومقتحما للشبهات مطبعا مع الحرام ، هذه السلع والبضائع والمقتنيات المنزلية والإسبيرات والمعدات والأجهزة هي عرق جبين تقطر لسنوات وشقاء أيام وليالي وسنين وكد وعرق وجهد ، لا ينبغي لصاحب حس أخلاقي سليم أن يتعامل فيها أو يتاجر بها أو يقبلها كتجارة ، فكما لا تقبل لنفسك أن يسلب حقك ويباع في الأسواق ، كذلك لا تقبل لغيرك هذا الأمر .
من أشترى من هذه البضائع المسروقة أو باعها أو تكسب منها فقد وضع في بيته وجسده دعوة مغلوب ولعنة تطارده في ماله وولده وأهله ..
هذه السلع خصما على عافيتك ونزع لبركة ما تملك ، فمن خلفها تقف آلاف الدعوات بالبلاء الساحق والشر الماحق ، ما دخلت منزلا وإلا تبعها الشر المقيم فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
ونقول للكاتب صدقت ونتمني ان يقف الناس موقفا واحدا من هذه الاسواق الخبيثة.
سليمان منصور