قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن سقوط بازوم يعني سقوط اخر حلفاء باريس في أفريقيا و السيناريو الحاصل في النيجر، من خلال الانقلاب عسكرياً على محمد بازوم، كان يخشى منه منذ شهور حلفاء الرئيس المخلوع، في مقدمتهم باريس، التي أعادت نشر قلب آلياتها لمحاربة الجماعات الجهادية في النيجر.
وأضافت الصحيفة القول إن متابعين ومراقبين غربيين يَعتبرون أن الانقلاب العسكري في النيجر قد يُغير التوازن في منطقة الساحل بشكل لا يصب في مصلحة الغربيين، الذين تعد نيامي شريكاً استراتيجياً لهم في محاربة الجهاديين في المنطقة، لاسيما فرنسا التي تفقد بسقوط بازوم أحد آخر حلفائها في منطقة غرب إفريقيا.
فالنيجر تعد مع تشاد، من بين الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين لفرنسا، التي تزايدت المشاعر المعادية لها في المنطقة في السنوات الأخيرة، وقد دانت باريس على لسان رئيس دبلوماسيتها كاترين كولونا “أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة”، وكذلك فعلت واشنطن، حيث طالب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين بإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم على الفور.
وأوضحت “لوموند” أن العديد من المسؤولين الفرنسيين أكدوا أن باريس لا ترغب في أن تكون في الخطوط الأمامية، لكنها تتابع عن كثب الوضع في النيجر على مستوى أعلى هرم في الدولة الفرنسية.
وذكّرت الصحيفة الفرنسية أنه بعد إجبار عملية “برخان” العسكرية الفرنسية على مغادرة مالي، تم نقل جزء كبير من الأفراد والموارد التابعة لهذه العملية المنحلة إلى النيجر، بما في ذلك ما لا يقل عن 1500 جندي فرنسي يتمركزون اليوم في قاعدة في نيامي- باستثناء القوات الخاصة- بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة وطائرات ريبر بدون طيار.
ومع ذلك، توضّح لوموند، فإن تفويض الجنود الفرنسيين لم يعد عملية خارجية، بل هو جزء من اتفاق ثنائي مع السلطات النيجيرية. وبالتالي، تستمر عمليات مكافحة الإرهاب بشكل منتظم، ولا سيما في منطقة الحدود الثلاثة، على حدود مالي وبوركينا فاسو.
ومضت “لوموند” موضّحةً أنه علاوة على الجانب العسكري، فقد استثمرت فرنسا كذلك بشكل كبير في النيجر خلال السنوات الأخيرة في الجانب التنموي، حيث التزمت وكالة التنمية الفرنسية (AFD) مرة أخرى، في عام 2022، بنحو 100 مليون يورو لدعم عشرة مشاريع، 60% منها في شكل قرض. وتعد النيجر ثاني دولة، من حيث المبالغ، تستثمر فيها الوكالة الفرنسية للتنمية بعد السنغال.
بينما تتجه بعض الأنظار إلى روسيا، كما هو الحال مع كل انقلاب جديد في القارة، تنقل “لوموند” عن عدة مصادر فرنسية تأكيدها أنه لا توجد عناصر في هذه المرحلة بخصوص دور موسكو أو جناحها المسلح في إفريقيا، متمثلا في مجموعة فاغنر شبه العسكرية، في الانقلاب الذي شهدته دولة النيجر. ويقول أحد هذه المصادر: “يجب أن نحفر أكثر”.
ونقلت “لوموند” عن مصادر عسكرية اعتقادها أن الانقلاب أو محاولة الانقلاب هذه هي أولاً وقبل كل شيء مسألة “داخلية”، مرتبطة، خاصة، بالإحباطات الشخصية لرئيس الحرس الرئاسي.. كما نقلت الصحيفة عن أحد المقربين من الرئيس محمد بازوم قوله: “الأمر لم ينته بعد”.
المصدر : القدس العربي
أخبار السودان :