أفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح اليوم الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم.
وأبلغ زين العابدين الأعيسر (48 عاما) وكالة أنباء العالم العربي بأنه حاول الوصول إلى بيته في حي كافوري بمدينة بحري لتفقده وأخذ وثيقة السفر الخاصة به وبعض الأغراض، لكنه لم يفلح، حيث فوجئ بوقوع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالمنطقة الصناعية القريبة من بيته بعدما تمكن من عبور جسر شمبات الرابط بين بحري ومدينة أم درمان.
تأتي هذه التطورات على الرغم من عدم انتهاء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وكان الأعيسر، وهو محام، ترك بيته بعد أسبوعين من اندلاع الصراع المسلح بسبب انقطاع المياه والكهرباء ووقوع الاشتباكات في الحي الذي يسكن فيه على مدار اليوم، ولجأ إلى بيت أقرباء له بمنطقة أمبدة غرب أم درمان.
ويعاني المدنيون في السودان ظروفا معيشية صعبة، حيث تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء وخدمات الاتصال والإنترنت والمياه لساعات طويلة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.
وأبلغ سكان وكالة أنباء العالم العربي بسماع أصوات إطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم.
“هجوم على الدعم”
يشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت أعلنت في بيان أن الجيش شن هجوما على قواتها أثناء تحركها برفقة بعثة الصليب الأحمر الدولي لإجلاء عدد 35 جريحا من الجيش كانوا بالمستشفى العسكري بحري. ونفى الجيش، بدوره، في بيان أي صلة له بالحادث، موضحا أن المنطقة التي شهدت إطلاق النار تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وقد تزايدت حدة القصف الجوي خلال اليومين الأخيرين، قبل أن تعلن كل من السعودية والولايات المتحدة الراعيتين للحوار أن القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان، اتفقتا على هدنة جديدة تمتد لـ 72 ساعة، من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية.
2000 قتيل و2.2 مليون نازح
فيما تسبّب النزاع الذي تفجر في 15 أبريل الماضي، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك دفعت المعارك أكثر من 2.2 مليون شخص إلى النزوح، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
بينما عبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقاً متزايداً خصوصاً في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
المصدر: الراكوبة