أخبار السودان :
العقوبات الأمريكية ليست حلا
أمريكا التي تتمشدق بمساعيها للتوصل الي حل سلمي للازمة السودانية ، هي نفسها التي عملت طوال السنوات الماضية على تعقيد المشهد السوداني والإستثمار في تباينات واختلافات السودانيين والعمل على توظيفها بما يمكن أن يحقق لها مصالحها غير مهتمة او جادة بادعاءاتها البحث عن حل سواء عبر منبر مفاوضات جدة الذي تشترك في رعايته مع المملكة العربية السعودية أو عبر وسائل أخرى ليس آخرها العقوبات الاقتصادية والسياسية التي أعلنت عنها واشنطون مؤخرا ، وفي الاخبار ان الإدارة الأمريكية قد أعلنت فرض عقوبات على شركة Defense Industries System التي تديرها الدولة وتنتج معدات وأسلحة للجيش السوداني ، كما تم فرض عقوبات على شركة سودان ماستر تكنولوجي لدورها في دعم شركات إنتاج أسلحة ومركبات للجيش ، وفرضت عقوبات على شركة تريدف للتجارة العامة التي تستخدمها قوات الدعم السريع لشراء معدات لقواتها ، وشملت العقوبات شركة الجنيد لتعدين الذهب التابعة لقوات الدعم السريع
هذه العقوبات طالت أربعة ئمجموعات اثنان منها مرتبطة بقوات الدعم السريع و اثنان مرتبطة بالجيش السوداني
وقالت أمريكا ان العقوبات رد علي انتهاكات الجيش السوداني والدعم السريع للالتزامات التي تعهدا بها في جدة
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين : من خلال العقوبات فإننا نقطع الامدادات المالية لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بهدف قطع الموارد التي يحتاجون لها للدفع لجنودهم واعادة التسلح والامداد وشن الحرب في السودان ، وأكدت اميركا وقوفها الي جانب المدنيين ضد الذين يمارسون العنف ضدهم.
وقالت الحكومة السودانية على لسان سفيرها في واشنطون ان العقوبات تؤثر سلبا على الشعب السوداني ، وانتقد السيد السفير سياسة رفع الكرباج من الوسطاء ، معتبرا ان مهتهم تسهيل التفاوض وتذليل العقبات التي تقف حجر عثرة أمام التوصل لحل للازمة ، وليس من بينها بالتأكيد العقوبات ، وامريكا بهذا الفعل إنما تعقد المشهد وليست تسعى لإيجاد الحل كما تدعي.
البعض يرى أن العقوبات قد تؤثر سلبا وفي عجل على الدعم السريع باعتبار ان الإمارات العربية المتحدة هي اهم محطات إدارة تجارته واستثماراته في
الإقليم بيعا وشراء وإدارة وتدويرا للمال وكل ما من شأنه استمرار العمل الإستثمارى للدعم السريع وتطوير مقدراته المالية ، وهذه العقوبات تضع الإمارات في القطاعين العام والخاص فى حرج شديد فلا هى تستطيع تحدى العقوبات الامريكية والوقوف بوجهها كما يفعل الكبار اذ تخشى على اقتصادها الهش الذي لايتحمل المقاطعة ، ولا هي في وارد التخلى عن ماتدره عليها تجارة الذهب الذي تشتريه بأسعار تفضيلية من شركات الدعم السريع ، ومقابل ذلك توفر لهم الدعم العسكري الكبير الذي يمكنهم من مواصلة حربهم.
إن العقوبات الأمريكية المفروضة على طرفي الصراع وان كانت ستؤثر عليهما بالتأكيد الان الا ان القوات المسلحة هي الاقل تأثرا بهذا الجانب ، فشركة الصناعات الدفاعية التي شملتها العقوبات تاسست ونشات ونمت وتطورت اساسا في ظل العقوبات الامريكية على السودان ايام حكم الإنقاذ ، وبالتالي فهي خارج دائرة التاثر الفعلي بهذه العقوبات ، وعلى أمريكا أن تبحث لها عن وسيلة لإيقاف النزاع ان كانت جادة في ما تدعى وهي ليست جادة بكل تأكيد.
سليمان منصور