منذ صدور “إعلان جدة” بين الجيش والدعم السريع برعاية أمريكية وسعودية، لم تشهد الأوضاع على الأرض، سيما في مدينتين سودانيتين تشهدان قتالًا داميًا، أية أنباء عن عمليات إجلاء المدنيين في “مناطق نشطة للقتال”.
عمليًا تشتد المعارك العسكرية في ثلاث مدن سودانية: العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بشكل متواتر، بجانب مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، حيث يتداخل الصراع مع العنف القبلي المسلح.
يؤكد وائل حسن الناشط الطوعي في حديث لـ”الترا سودان”، أن “إعلان جدة” بدلًا من سحب القوات العسكرية من مناطق المدنيين، نصح المواطنين بالمغادرة. ومع ذلك لم يضع من صاغوا الإعلان وعملوا على هندسته، أو حتى طرفا الصراع، في الاعتبار كيفية مغادرة المدنيين “مناطق القتال النشطة”.
وأردف: “لم يتطرق إلى الممرات الآمنة، بالتالي الإعلان قد يكون الحد الأدنى لإحضار الجيش والدعم السريع إلى طاولة المحادثات وجهًا لوجه أكثر من كونه إعلانًا عمليًا”.=
ويقول حسن أن العاصمة السودانية في الوقت الراهن تحولت إلى “مدينة أشباح”، ولم يضع الإعلان عملية إجلاء أكثر من ثمانية ملايين مواطن وأجنبي قيد “النقاشات الجدية” لغياب الصوت المدني وتلاشي صناعة رؤية وطنية تبلغ العسكريين أن “القتال العبثي لن يقودهم إلى الاستقرار”.
فيما ترتب الوساطة لاستئناف المفاوضات في جدة الساعات القادمة بين ممثلي الجيش والدعم السريع، يخشى مدنيون من أن تؤدي العملية إلى “عسكرة الحياة السياسية” في السودان، باستجابة لشروط الجانبين فيما يتعلق بالطموحات نحو السلطة.
يقول المتحدث السابق باسم تجمع المهنيين السودانيين أمجد فريد في تصريحات لـ”الترا سودان”، إن غياب “الحلف المدني” في التحركات الدولية قد يؤدي إلى “عسكرة الحياة السياسية”، وهيمنة الجيش والدعم السريع على أية سلطة قادمة.
وقال فريد إن المطلوب تقديم تنازلات من جميع الأطراف المدنية لخلق تحالف جديد يشمل الجذريين والحرية والتغيير. ويرى فريد أن أي ظرف في القوى المدنية يعتقد أنه قادر على تحقيق أهدافه بدلًا من الانخراط في العمل بشكل جماعي.
المصدر: الترا سودان