أخبار السودان :
لايحق لامريكا نصح احد او توجيهه
عندما تكون مجرما ، بعيدا عن الالتزام بالخلق السوى ، والقيم السامية ، فلست اهلا لنصح أحد ، أو انتقاده ، لعدم تمسكه والتزامه بالأخلاق ، ومراعاته للقيم ، واحترامه لمبادئ حقوق الإنسان.
وعندما تكون أمريكا هى التى تتحدث عن حقوق الانسان ، وضرورة احترام القانون ، والتحلى بالقيم ، فان الجميع يستغربون من هذه الجرأة التى تمكن أمريكا من الحديث عن هذه الجوانب ، وتقديم النصح ، فى هذه القضايا ، فامريكا كما يعرف القاصى والدانى ، بلد تنتهك فيها الحرمات ، ويتم التعدي على القيم ، ومخالفة الثوابت الأخلاقية ، وتتولى الادارات الأمريكية المختلفة كبر هذا النوع من العمل ، وايضا تقع الأحزاب والعديد من الشخصيات العامة تحت هذا التوصيف ، فهم يخترقون القانون ، ويحاربون كثيرا من المبادئ الأخلاقية ، وصولا إلى مصالحهم كجماعات او أفراد ، ونستغرب جدا عندما ننظر اليهم يتبجحون بانتقاد هذا أو محاكمة ذاك ، وهم الغارقون حتى النهاية فى هذه المخالفات.
خذوا مثلا حجم الاعتداء لت على ذوى البشرة السمراء ، فى هذا البلد متعدد الاعراق ، وما ظلت تقوم به الشرطة من غير اى التزام بقانون او وازع اخلاقى ، ومع ان بعض البيض ينتقدون الشرطة على جرائمها المتتالية بحق السود الا ان غالبية المجتمع تغض الطرف عن ما يقع من تجاوزات مما يجعل الكثيرين واقعون تحت عنوان المشاركة فى الظلم ، وذلك عن طريق سكوتهم عنه ، ورفضهم ادانته ، او حتى السكوت عن الإدانة.
واذا نظرنا إلى استشراء الجريمة نجد أمريكا فى طليعة الدول التى يتم فيها الاعتداء على الحرمات والقتل خارج القانون بعيدا عن حسم وحزم تتم بهما مواجهة هذا العمل مما يجعل تدخل الادارات الأمريكية المختلفة بنصح هذا وانتقاد ذاك فى مسألة استشراء الجرائم.
إن أمريكا التى تنتقد الآخرين تقع فى المحظور فعلاوة على كثرة الانتهاكات التى تقع فى الداخل الأمريكى لحقوق الإنسان والتجاوزات الكبيرة فى هذا الجانب ، ترتكب هذه الادارات الظالمة الكثير من التعديات بحق الشعوب الأخرى فمن حصار اقتصادى قاس تمارسه ضد البعض إلى دعم مباشر للحكومات المستبدة المتسلطة على شعوبها والتى لا تلتزم بادنى المعايير الأخلاقية ، هذه الحكومات الظالمة تتلقى عونا ومساعدة من امريكا ، بل تعينها على الاعتداء على شعوبها ، وتشترك فى هذا العدوان ، وايضا بدعم أمريكا وتسهيلاتها ترتكب الحركات الإرهابية المجرمة أسوأ أعمالها ، ولايمكن ان ننسى الدعم الأمريكى المتواصل للكيان الصهيونى الغاصب المجرم القاتل ، واشتراك أمريكا فى هذه الجرائم يجعلها ليست مؤهلة أخلاقيا ولا سياسيا للحديث عن احترام حقوق الإنسان ، ومراعاة الحريات .
سليمان منصور