أخبار السودان :
فرنسا تسقط مجددا فى اختبار الديموقراطية
حالة من الارتباك تعيشها مؤسسة الحكم فى فرنسا تقابلها حالة من الغليان والتوتر فى الشارع اثر التصعيد المستمر فى المواجهة بين القوات الحكومية والمحتجين الرافضين لخطط الرئيس ماكرون وآخرها قانون رفع سن التقاعد الذى وقعه الرئيس وما يترتب عليه
وقد تابع العالم اشتداد وتيرة الاحتجاجات الشعبية على قرارات الحكومة والتصعيد المستمر من الطرفين حتى وصلت الامور إلى اضراب العديد من النقابات وتأثير ذلك على حياة الناس فقد اضرب عمال النقل اكثر من مرة وانعكس ذلك سلبا على حياة الناس فتازمت المواصلات وارتبكت حركة القطارات ، وفى الأيام الماضية طفحت باريس بالقمامة وملات الروائح الكريهة الآفاق وأصبح صعبا على الناس التعايش مع الوضع المزضرى الذى هم فيه ، كل ذلك لم يخفف من وتيرة الاحتجاجات التى قابلتها الشرطة بعنف مفرط وقسوة غير مبررة مما ادى لوقوع العديد من الاصابات وسط المتظاهرين ، ومع تغنى فرنسا بأنها اصل الديموقراطية ونموذج يحتذى فى الحريات و احترام حقوق الإنسان الا انها سقطت بشكل مريع فى اختبار الديموقراطية وفشلت مجددا فى الثبات على مبدأ احترام الحقوق والحريات ، وراينا الشرطة الفرنسية على مراى ومسمع من العالم أجمع تضرب وتعتقل المحتجين السلميين ضاربة عرض الجدار بمبادئ الثورة الفرنسية التى يحاولون حمل الناس قسرا عليها.
وفى مظاهرات الاسبوع الماضى تم
توقيف 500 متظاهر فى احتجاجات كبيرة عمت العديد من المدن اعتراضا على سن الحكومة قانونا جديدا يرفع من سن التقاعد دون تصويت على المسألة فى البرلمان ، ومع انه لاحقا تم إطلاق سراح 283 منهم إلا أن مجرد اعتقال المحتجين يعتبر امرا غير قانونى فكيف بمن يتم الابقاء عليهم لفترات فى الحبس على فعل لا يشكل جريمة اصلا.
إن فرنسا التى تتشدق بالديموقراطية وتحاول محاكمة الآخرين على عدم احترامهم لقواعد العمل الديموقراطى واحترام حقوق الإنسان ، وكل ذلك بحسب زعم فرنسا والتها الإعلامية الطاغية ، هذه الدولة التى تحاول تعليم الآخرين يجدر بها ان تتعلم اولا أصول العمل الديموقراطى ولا تحدث الناس بما هى اصلا غير مؤهلة سياسيا وأخلاقيا للتحدث حوله.
سليمان منصور